وائل غنيموائل غنيم ناشط إلكترونى يعمل كمدير تسويق بشركة جوجل العالمية ، وقبل ذلك
فهو شاب مصرى ،قدم للشباب نموذجا إيجابيا لما قام به من مشاركات إيجابية
وفعالة فى مجال تكنولوجيا المعلومات ودعم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت
،بالإضافة لمشاركته الأخيرة معهم فى مظاهراتهم السلمية منذ 25 يناير
الماضي والتى غيرت ملامح مصر السياسية والاجتماعية ؛ ليصبح اختفاءه لغزا
يتحول صاحبه إلى أيقونة من أيقونات تلك الثورة .
وكان غنيم قد اختفى فى ظروف غامضة منذ مساء الخميس 26 يناير الماضى بعد
مشاركته فى المظاهرات معبرا عن رأيه سلميا مثله مثل الكثيرمن الشباب
المصرى ، وبعد عدة أيام من اختفائه أصدرت شركة جوجل بيانا أكدت فيه اختفاء
موظفها مناشدة كل من يمتلك أية معلومات عنه الاتصال بها عبر رقم هاتف وبريد
إلكترونى تم تخصيصهما لهذا الغرض .
ولم ينته لغز اختفاء غنيم عند هذا الحد فعقب اختفائه ،ردد بعض الناشطون
أن غنيم هو المؤسس "الأدمن" الخاص بصفحة "كلنا خالد سعيد " على الفيس بوك
التى ألهمت الكثيرين وكانت أحد الداعين إلى ثورة 25 يناير التى قادها
الشباب ،الشيء نفسه أكدته جريدة الدستور الأصلى على موقعها حيث أشارت أن
لديها معلومات مؤكدة تشير إلى أن غنيم هو أدمن الجروب دون أن تشير إلى
طبيعة تلك المعلومات أو مصدرها، وهو الأمر الذى لا يملك نفيه أو تأكيده سوى
شخص واحد فقط هو وائل غنيم نفسه ؛مما يصعب التأكد من صحة ذلك خاصة فى ظل
اختفاء غنيم ،واستمرارية أدمن الجروب فى إدارة الصفحة والتجاوب مع
المشتركين به .
ولم تتوقف قضية اختفاء غنيم عند هذا الحد فبعد أن انتشرت عشرات
المجموعات والصفحات على شبكة الفيس بوك تتضامن معه مثل :"اسمى وائل
غنيم"،"كلنا وائل غنيم" ، فين أستاذنا وائل غنيم؟" ،"أين وائل غنيم" وغيرها
؛انتشر مقطع فيديو لشخص شبيه بوائل غنيم يتعرض للاختطاف فى الشارع من قبل
عناصر أمنية بزى مدنى مما أكد الشكوك التى ترددت حول وقوف جهات أمنية وراء
غيابه ،إلا أنه سرعان ماقوبل هذا الفيديو بالنفى من قبل أسرته مؤكدين على
أن الشخص الموجود فى الفيديو ليس وائل .
وفى محاولة للضغط على الجهات الأمنية للإفراج عنه أعلن الناشطون من
الشباب المتظاهرين والمعتصمين فى ميدان التحرير تفويض غنيم للتحدث
والتفاوض باسمهم مع المسئولين حيث أعلنت الناشطة الحقوقية إسراء عبد
الفتاح, في مداخلة مع احدى الفضائيات إنه لن يكون هناك تفاوض مع أي جهة
كانت حتى يتم إطلاق سراح غنيم, ولن يكون هناك أي تمثيل للشباب حتى مع
المعارضة نفسها دون غنيم، وحذا حذوها الشباب والناشطين على تويتر والفيس
بوك حيث كتبوا رسائل تقر بتفويضهم وائل غنيم ليتحدث باسمهم .
كما شنوا حملة إلكترونية على تويتر للضغط على جوجل لتضع اسم موظفها
وائل غنيم مكان شعارها فى صفحتها العربية بالإضافة لتبادل الرسالة الأخيرة
التى قام غنيم بكتابتها على حسابه الشخصي على تويتر التى كتب فيها " صلّوا
من أجل مصر، إنني قلق للغاية. يبدو أن الحكومة تُعدّ لجريمة غداً ضد الشعب.
جميعنا مستعدّون للموت" .
وفى السياق نفسه كانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قد أصدرت
بيانا طالبت فيه الحكومة المصرية بالكشف عن مصير غنيم معبرة عن قلقها
البالغ إزاء اختفاءه ومؤكدة على كونه "شاب مصرى مثله مثل الكثير من الشباب
المصري الذي خرج ليعبر عن حاجته للديمقراطية ومطالبته بها، ولم يكن عضو في
أي من التنظيمات أو الأحزاب السياسية المصرية".
و أتى إعلان الدكتور أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء مساء أمس بأنه سيتم
الإفراج عن وائل غنيم عصر اليوم الإثنين ليؤكد الشكوك التى راودت الكثيرين
بأن غيابه طوال الفترة الماضية كانت وراءه جهات أمنية، وعقب الحوارات التى
أجراها السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بالأمس مع قوى سياسية
مختلفة، إلى جانب عدد من الشباب مثلوا شريحة من المتظاهرين.
يذكر أن وائل غنيم هو ناشط إلكترونى يعمل مدير تسويق بشركة جوجل
العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،كما يشرف على تعريب وتطوير
منتجات الشركة التى تفيد المستخدم العربي وله جهود ومشاركات فى مشروعات
عديدة متنوعة تهدف إلى دعم المحتوى العربي على الإنترنت.
حيث عمل فى الفترة من 2002 -2005 فى شركة "جواب دوت كوم" لخدمات البريد
الإلكترونى ثم فى الفترة من 2005 حتى 2008 قام بتكوين وإدارة الفريق الذى
قام بإنشاء بوابة معلومات" مباشر" باللغة العربية وهى بوابة متخصصة فى
مجال أسواق المال ،كما عمل مستشارا فى العديد من المشروعات مثل مشروع تطوير
بوابة الحكومة الإلكترونية بمصر، ومشروع تطوير موقع "سندباد مول" التجارى
وأخيرا فى 2008 انضم إلى شركة جوجل .