عقدت
جمعية "سي السيد" للدفاع عن حقوق الرجال في مصر أول اجتماع لاعضائها منذ
تأسسيها في مارس اذار الماضي بالقاهرة. وتضم الجمعية 620 عضوا، جميعهم من
المصريين، وبينهم 23 امرأة وتهدف الى تعزيز ما ترى أنها المفاهيم الصحيحة
لدور الرجال في الاسرة وفي المجتمع. كما تساعد على توفير فرص عمل للرجال
العاطلين.
واستوحى اسم الجمعية من اسم أطلقه الاديب الراحل
نجيب محفوظ على احدى شخصياته، حتى صار "سي السيد" رمزا للرجل الشرقي
الصارم الذي يتحكم في زوجته وأسرته بقبضة من حديد. لكن يبدو أن هذه
الشخصية صارت من الماضي في المجتمع المصري، وهو ما سبب الكثير من المشاكل
الاجتماعية، بحسب رأي رئيس الجمعية نعيم أبو عيضة، الذي اعتبر أن تراجع
فحولة الرجل "جعل المرأة ترفع صوتها عليه" لان "المعركة بين الرجل والمرأة
جزء من شخصيته".
ويلخص سبب الوصول إلى هذه الحالة إلى أن الشباب
اليوم ليس رياضيا، ملقياً باللوم على النظام الصحي، لأن الأكل الذي
يتناوله الرجال "ثلاثة أرباعه مسموم" وهو ما تسبب برأيه، بانهيار الرجال
صحياً، "فبناء عليه الرجل يرجع من الشغل مهلهل".
ويرى أعضاء
الجمعية أن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ليسا أمرين يتعين الدفاع عنهما
بل الكفاح ضدهما. واعتبر عضو الجمعية محمود طه (طالب جامعي) أن صورة
المجتمع السليم والنموذجي هي في الرجوع إلى العمل بمبدأ "الرجال قوّامون
على النساء". إلا أنه يرى أن مستوى الرجل صار أقل من المرأة في المنزل،
حتى صارت هي قائدة السفينة، وهذا نظام يؤدي لأشياء خاطئة، ويتسبب بضياع
الأولاد.
وينقسم أعضاء الجمعية الى ثلاث مجموعات، فمنهم شبان تقل
أعمارهم عن 30 عاما، ورجال متزوجون يعولون أسرا، إلى جانب نساء يسعين الى
تعزيز صورة المرأة الشرقية التقليدية.
وتسعى النساء اللاتي انضممن
الى الجمعية فيما يبدو الى تأكيد أهمية القيم الاسرية ووضع الاسرة على رأس
أولويات المرأة. وتقول لبيبة علي المنضمة للجمعية، أنها لا تعارض عمل
المرأة، إذا كانت تحتاج له، معلنة رفضها عمل المرأة لمجرد "تحقيق ذاتها"،
معتبرة أن السيدة تحقق ذاتها في بيتها وأسرتها وأولادها الصالحين، "وتنتج
للمجتمع شباب ينهض بهذا المجتمع".
يتساوى الرجال والنساء في مصر
أمام القانون ويتمتعون بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. وتطبق الشريعة
الاسلامية في مسائل الاحوال الشخصية ومن أحكامها في الميراث على سبيل
المثال أن "للذكر مثل حظ الانثيين".
ولكن المساواة بين الرجل والمرأة لا تحظى بقبول واسع النطاق في مصر ومعظم دول الشرق الاوسط.