تابع خامس المبشرين بالجنه

بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله
عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم
من ينتظر وما بدلوا تبديلا
تلا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة
آية من كتاب الله الكريم
قرأناها كثيرا
نزلت فى خامس المبشرين بالجنة
تعالوا نتعرف عليه معا
فى رحلة العشرة المبشرين بالجنة
وعدكم الله بها ورزقنى معكم
احبابى فى جيران
فى يوم غزوة أحد

جائت قريش بكل جبروتها وكل بأسها
لتثأر ليوم بدر لانزال هزيمة بالمسلمين

هزيمة حسبتها قريش ميسوره
ودارت حرب طاحنة سرعان ما سارعت الأرض بحصد المشركين

ودارت الدائرة على الكفار
وظن المسلمون ان قريش انسحبت

فوضعوا أسلحتهم ونزل الرماة

من مواقعهم ليحوزوا نصيبهم من الغنائم
فجأة عاد جيش قريش من الوراء

واستأنف القتال ضراوته وقسوته

وكان للمفاجأة أثرها
في تشتيت صفوف المسلمين
وأبصر المبشر الخامس بالجنة
جانب المعركة التي يقف فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم

رأه قد صار هدفا لقوى الشرك والوثنية

فسارع نحو الرسول وراح رضي الله عنه

يجتاز طريقا ما أطوله رغم قصره

طريقا طعن فى كل شبر منه
بعشرات السيوف والرماح
ورأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من بعيد يسيل من وجنته الشريفة الدم
ويتحامل على نفسه فجن جنونه
وقطع طريق الهول في قفزة أو قفزتين
وأمام الرسول وجد ما يخشاه

سيوف المشركين تسارع نحو الرسول

وتحيط به تريد أن تناله بسوء
ووقف وقفة الفارس شجاع

لا يهاب الموت فداء لرسول الله
يضرب بسيفه يمينا وشمالا
ورأى دم الرسول الكريم ينزف
فسانده وحمله بعيدا عن الحفرة

التي زلت فيها قدمه
كان يساند الرسول عليه الصلاة والسلام

بيسراه وصدره متأخرا به الى مكان آمن

بينما بيمينه التى بارك الله بها
تضرب بالسيف وتقاتل المشركين
الذين أحاطوا بالرسول بدائرة لقتله

ولندع الصديق
أبا بكر رضي الله عنه
يصف لنا المشهد
تقول عائشة رضي الله عنها
كان أبو بكر اذا ذكر يوم أحد

يقول ذلك كله كان يوم طلحة

كنت أول من جاء الى النبي

صلى الله عليه وسلم

فقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم

ولأبي عبيدة بن الجراح دونكم اخاكم

ونظرنا واذا به بضع وسبعون
بين طعنة وضربة ورمية
واذا أصبعه مقطوع فأصلحنا من شانه
لما رجع رسول الله

صلى الله عليه وسلم من أحد

صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه

ثم قرا هذه الآية

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه
سورة الأحزاب آية 23
فكانت يا احبابى
نزلت لمن لرجل
هو خامس المبشرين بالجنة
اشتقتم له
هو طلحة بن عبيد الله ابن عثمان
بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة

بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي

عن موسى بن طلحة

قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة

مربوعا إلى القصر اى قصير
رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين
ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا
ما قيل عن طلحة

من سره أن ينظر إلى رجل يمشى على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
---
طلحة والزبير جاراى بالجنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
---
ذلك كله يوم طلحة
أبو بكر الصديق عن غزوة أحد
---
لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة
والناس ينظرون
رسول الله صلى الله عليه وسلم
---
اسلام طلحة

كيف كانت حياة هذا المبشرالكريم

وكيف هداه الله الى الاسلام
لقد كان في تجارة له بأرض بصرى
حين لقي راهبا من خيار رهبانها
وانبأه أن النبي سيخرج من بلاد الحرم
والذي تنبأ به الأنبياء الصالحون
قد جاء عصره وأشرقت أيامه
وقرر طلحة الا يفوت الموكب

موكب الهدى والرحمة والخلاص
وعاد طلحة الى بلده مكة
بعد شهور قضاها في بصرى
وفي السفر سمع الناس

يتحدثون وكلما التقى بأحدهم

أو بجماعة منهم خبروه عن محمد الأمين

وعن الوحي الذي يأتيه وعن الرسالة

التي يحملها الى العرب خاصة
والى الناس كافة
وسأل طلحة
أول ما سأل عن أبي بكر
فعلم أنه عاد مع قافلته وتجارته
من زمن غير بعيد
وأنه يقف الى جوار محمد
مؤمنا مكافحاً أوابا
وحدث طلحة نفسه
محمد وأبو بكر
لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبدا
فقد بلغ محمد الأربعين من عمره
وما عهدنا عليه خلال هذا العمر
كذبة واحدة
أفيكذب اليوم على الله
ويقول أنه أرسلني وأرسل الي وحيا
وأسرع طلحة الخطى لدار أبي بكر
ولم يطل الحديث بينهما
فقد كان مشتاق للقاء الرسول

صلى الله عليه وسلم

ومبايعته أسرع من دقات قلبه
فصحبه أبو بكر الى الرسول

عليه الصلاة والسلام

حيث أسلم ونال الخامس
من المبشرين بالجنة
وعدكم الله بها آمين
ورحمنا الله آجمعين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
محمد بن عبد الله

</B></I>

__________________