الرضى بقضاء الله وقدره
قال: الإمام الشافعي
دع الأيام تفعل ما تشاء ***** وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تـجــزع لـحـادثـه اللـيـالـي ***** فمـا لحـوادث الدنـيـا مــن بـقـاء
وكـن رجـلاً عـن الأهـوال جـلـداً ***** وشيمـتـك السـمـاحـة والـوفــاء
وإن كثـرت عيوبـك فــي البـرايـا ***** وســرك يـكـون لـهـا غـطــاء
تسـتـر بالسـخـاء فـكـل عـيــبٍ ***** يغطـيـه كـمـا قـيــل الـسـخـاء
ولا تــرى لـلأعــادي قـــط ذلاً ***** فــإن شمـاتـه الأعــداء بـــلاء
ولا تـرج السمـاحـة مــن بخـيـل ***** فمـا فــي الـنـار للظـمـآن مــاء
ورزقك لـيـس ينقـصـه التـأنـي ***** وليـس يزيـد فـي الــرزق العـنـاء
ولا حـزن يـــدوم ولا ســـرور ***** ولا بــؤس عـلـيـك ولا رخـــاء
إذا مـا كـنـت ذا قـلـب قـنــوعٍ ***** فـأنـت ومـالـك الدنـيـا ســـواء
ومــن نـزلـت بساحـتـه المنـايـا ***** فـــلا أرض تـقـيـه ولا سـمــاء
وأرض الله واســعــة ولــكـــن ***** إذا نـزل القضـاء ضــاق الفـضـاء
دع الأيام تغدر كل حين ***** فما يغني عن الموت الدواء
€€€€€€€€€€€€€€€€
€€€€€€€€€€€€
€€€€€€€€€
€€€€
€€
€
قصه اعتبرو منها يا مسلمين
الرضاء بما قسمه الله لنا في الدنيا ما اروعها من عبارة مع اننا لا نطبقها
في كثير من الاحيان بحكم ضعف النفس البشرية واننا دائما ننظر للشيء من
ظاهره خاصة حين الابتلاء اغلبنا يجزع ويخاف من المصيبة التي تحل به ويصدم
للوهلة الاولى والله يدبر بحكمته كل شيء فيمكن ان ياتي الابتلاء بالخير
الكبير على المبتلى من حيث لا يدري في الدنيا اما في الاخرة فله الاجر
الكبير اذا كان من الصابرين وساسرد لكم اخوتي هذه القصة التي تحمل عبرة
جميلة وهي ان الانسان الذي يقتنع بان كل شيء ياتي من عند الله فهو خير مع
انه ابتلاء وكرب والم في ظاهره لكن الله هو الذي يسير اقدارنا كما يشاء
لحكمة لا يعلمها الا هو سيعيش الانسان في سعادة لا مثيل لها لان الله احن
علينا من الوالدة بابنها فهو يختبر فينا قدرة تحملنا وصبرنا ويريدنا دائما
على بابه نرجو رحمته ومغفرته وهذه القصة ستبين روعة التمسك بالله والرضا
بكل شيء ياتي من الحبيب فهو حبيب :
كان هناك ملك عنده وزير ...
وهذا الوزير كان يتوكل على الله في جميع أموره ...
الملك في يوم من الأيام انقطع له أحد أصابع يده وخرج دم ... وعندما رآه
الوزير قال خير خير إن شاء الله ... وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال
أين الخير والدم يجري من اصبعي !!!
وبعدها أمر الملك بسجن الوزير ... وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خير خير إن شاء الله وذهب السجن ...
في العادة : الملك في كل يوم جمعة يذهب إلى النزهة ... وفي آخر نزهه ... حط رحله قريبا من غابة كبيرة ...
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ... وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها
ناس يعبدون لهم صنم ... وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم ... وكانوا
يبحثون عن قربان يقدمونه للصنم ... وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض
عليه لكي يقدمونه قربانا إلى آلهتهم ... وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا
فيه عيبا ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه ...
حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع اصبعه (خير خير إن شاء الله) ...
بعد ذلك رجع الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة
التي حدثت له في الغابة ... وقال له فعلا كان قطع الاصبع فيها خيرا لي ...
ولكن اسألك سؤال : وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول خير خير إن شاء الله
... وأين الخير وأنت ذاهب السجن ؟؟؟
قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن لكنت معك في الغابة
وبالتالي قبضوا علي عَبَدَة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي
عيب ... ولذلك دخولي السجن كان خيرا لي ...
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم
أن ترضى بقضاء الله وقدره وأن تسعى إلى تخفيف المصيبة ومعالجة آثارها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بكل الطرق المباحة والمشروعة .
- إن تعرف وتعلم ان الرضى بالقضاء والقدر يجنب من خسر الانهيار النفسي
والإحباط المعنوي ، فلا يصاب باذى لاقدر الله، أو يمرض ، وعليه أن يتذكر
الحقائق التالية : المصائب التي تصيب الإنسان في نفسه ، أو ماله أو في
أسرته، أو في مجتمعه ليست شراً محضاً، يوجب الجزع بل هي خير للمؤمن إن
أحسن تلقيها والتعامل معها ، فهي :
أ – خير له كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ
ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا
لَهُ )
رواه مسلم (2999) .
ب – لعل الله أراد به خيرا : روى البخاري (5645)
عن أَبي هُرَيْرَةَ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ )قال
الحافظ : قَالَ أَبُو عُبَيْد الْهَرَوِيُّ : مَعْنَاهُ يَبْتَلِيه
بِالْمَصَائِبِ لِيُثِيبَهُ عَلَيْهَا .
ج- ولعل الله يحبه : ( إِذَا أَحَبَّ اللَّه قَوْمًا اِبْتَلاهُمْ ,
فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْر ، وَمَنْ جَزَع فَلَهُ الْجَزَع ) .
وَرُوَاته ثِقَات . وعن سَخْبَرَة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال :
( مَنْ أُعْطِيَ فَشَكَرَ , وَابْتُلِيَ فَصَبَرَ , وَظَلَمَ
فَاسْتَغْفَرَ , وَظُلِمَ فَغَفَرَ , أُولَئِكَ لَهُمْ الأَمْن وَهُمْ
مُهْتَدُونَ )
كل هذا من رحمة الله لكن البشر هكذا ونحن منهم غير معصومين وفي وجه
المصائب نحس بالضعف وبانها نهاية الدنيا مع ان الخير كله في ذلك الابتلاء
لكن قصر نظرنا يجعلنا في تسرع دائم على الحكم بظاهر الامور فقط ...
وأخيراً لنرضى بقضاء الله تعالى ومن لا يرضى ماعساه يفعل سيخسر كل شيء
وسيعيش في نكد لانه لن يشعر بسعادة القرب والعودة الى الله مالم يسلم
بقضاءه وقدره فلنضع هذا البيت نُصب أعيننا دوماً
كُلُّ نعيمٍ دون الجنة محظور *** وكُلُّ بلاءٍ دون النار عافية
اللهم اجعلنا من الراضين المرضيين يا رب العالمين
€€€€€€€€€€€€€€€€
€€€€€€€€€€€€
€€€€€€€€€
€€€€
€€
€
عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال
: ان الله
تـعــالـــى
(اذا احب قومآّ ابتلاهم فمن رضي فله’ الرضا ومن سخط فله’ اسخط)