واصلت القوات الموالية للزعيم الليبى معمر القذافى زحفها للسيطرة الكاملة على مدن الشرق، وشنت أمس ٤ هجمات جوية على الأقل على بلدة أجدابيا التى شهدت هجمات مماثلة أمس الأول، فى إطار تقدم القوات الحكومية شرقا باتجاه بنغازى معقل المعارضة المسلحة، مما أجبر المسلحين فى البلدة على التراجع تحت وطأة القصف من جانب قوات القذافى.
جاء ذلك فى أعقاب هجوم شنته أمس الأول قوات القذافى على مدينة زوارة فى الغرب، التى يسيطر عليها الثوار. وقال مصدر قريب من السلطات الليبية، طلب عدم كشف اسمه: «هناك جيوب مقاومة فى زوارة، والقوات المسلحة ستطهر المدينة، وهناك بعض العناصر التخريبية لاتزال تقاوم إلا أن هذا الأمر ليس بالخطير».
كما شهدت مدينة البريقة معارك دامية بين الثوار وقوات القذافى وتعرضت المدينة لقصف جوى كثيف منذ صباح أمس، وسط حدوث انشقاقات فى كتائب خميس القذافى، فيما أعلن نائب رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى عبدالحفيظ غوقة أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد استخدام الثوار سفنا حربية لمنع وصول إمدادات الأسلحة والنفط إلى نظام القذافى فى طرابلس، مؤكدا أن السفن البحرية التى تحمل إمدادات النفط إلى طرابلس أغلبها «تركى».
وفى نفس السياق، استبعد رئيس المجلس العسكرى عبدالفتاح يونس عودة حكم القذافى إلى بنغازى مؤكدا «أن هذا الخيار مستحيل ويحدث فى الأحلام فقط» على حد تعبيره. وأوضح يونس «أن الثوار يسيطرون على المدينة ومداخلها من ناحية مدينة أجدابيا بشكل تام وقوات القذافى لا تستطيع اقتحامها أو مداهمتها».
وأشار «يونس» إلى قبول الشباب الدخول فى كتائب منظمة يقودها الجيش وتم تدريبهم فى المعسكرات على الخطط العسكرية، موضحا أن حروب الصحراء هى أشد أنواع الحروب وتعتمد فى الأساس على أسلوب «الكر والفر»، قائلا: «ليس معنى انسحاب الثوار من بعض المناطق، خاصة رأس لانوف والبريقة، أنهم هُزموا لكنه تكتيك عسكرى وسيشهد اليوم أو غدا أخبارا جيدة للثوار وانتصارا غير مسبوق لثورتهم».
وفى مقابل ذلك، أعلن القذافى أن الثوار الذين يقاتلون نظامه «سيُهزمون والشعب الليبى يقف إلى جانبه»، معربا عن شعوره بـ«الخيانة» من حليفه السابق رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى، وقال القذافى لصحيفة «ايل جورنالى» الإيطالية أمس: «إن الثوار فقدوا الأمل، وقضيتهم باتت خاسرة، ولديهم خياران: الاستسلام أو الهرب».