ما إن هدأت فورة أحداث "ثورة 25 يناير" في مصر، والتي انتهت بتنحي
الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وسقوط نظامه، حتى تحول اهتمام المصريين
إلى الأحداث المؤسفة والعنيفة التي يتعرض لها الشعب الليبي، بعدما أقدم
الزعيم الليبي معمر القذافي، على إبادة جماعية لليبيين بقصفهم بالطائرات،
ولم تخل تعليقات المصريين على أحداث ليبيا من روح الفكاهة التي تميزهم.خلال
أحداث العنف الشديد التي تعرض لها الشعب الليبي على يد قيادته، خرجت
العديد من التعليقات والنكات الساخنة من المصريين على النظام الليبي، بدأت
أولى النكات والتعليقات عقب الخطاب الذي ظهر فيه نجل العقيد الليبي سيف
الإسلام، والذي هدد الشعب الليبي بالضرب والإبادة، وخيرهم ما بين العودة أو
القتل والتشريد، وعلق البعض على خطاب سيف الإسلام بالمثل الشعبي المصري
الدارج "اللي خلف ماممتش" في إشارة إلى أن سيف الإسلام، لا يختلف كثيرا عن
والده "العقيد" ورد أخر قائلا "هو القذافي هيخلف أيه."
خلال خطاب القذافي، من مزراه السياحي الشهير تحدث عن أمور كثيرة
لم يفهمها الكثيرون، وخرجت النكات الساخنة على عدم فهم ما يريده وقال
"أيتها الجماهير العريضة أين كنتم؟ بهب سعح كيه جقز شهث سها بنحمك، أمريكا
حاربناها والسادات حاربناه ويهكق، أين كنتم؟ هؤلاء الموتورين الجرذان ها
ضغف الإمبريالية التوسعية" حد فاهم حاجة؟!
عقب الخطاب "التاريخي" الطويل جدا للعقيد الليبي معمر القذافي،
لليبيين والذي صال وجال فيه، من داخل منزله القديم الذي تعرض للضرب
بالطائرات عام 1986، والذي حوله فيما بعد إلى مزار سياحي - على حد وصفه -
وعقب الخطاب رفع البعض على لسان الليبيين شعار "الشعب يريد تفسير الخطاب"
على وزن شعار التوانسة والمصريين أبان فترة المظاهرات في البلدين "الشعب
يريد إسقاط النظام."
هدد القذافي شعبه بالضرب والإتيان على الأخضر واليابس، وهو ما
دفع البعض لرفع شعار "الشعب يريد علاج الزعيم" كما أكد العقيد الليبي، بأن
بلاده تقود أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا والعالم كله، مما جعل البعض
يعتقد أن القذافي نسى أنه يقود المريخ والشمس وبلوتو وغيرها من الكواكب.
مع تصاعد الأحداث وقدوم العديد من المسؤولين الليبيين على
الاستقالة اعتراضا على تصرفات العقيد الليبي تجاه شعبه الأعزل، طالب البعض
من الرياضيين القذافي، بالتعاقد مع مسؤولين أجانب بدلا من المستقيلين،
مثلما فعل عنما تعاقد مع مجموعة من المرتزقة الأفارقة لقتل أبناء الشعب
الليبي، مع فتح باب الاحتراف للمسؤولين، خاصة وأنه لا يوجد صف ثان من
الناشئين.
ولأن المصريين شاهدوا المجازر التي تحدث يحق الشعب الليبي، وقتل
ألاف الليبيين على يد القذافي، فطالبوا بخروج مظاهرة ترليونية وليست
مليونية كما كان يحدث خلال مظاهرات الغضب في ميدان التحرير، للاعتذار
للرئيس السابق حسني مبارك، تحت شعار "اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه
بلوته."
الخطاب الديني لم يخف من النكات والتعليقات الساخرة على
العقيد الليبي، حيث خرج دعاء على لسان القذافي يقول فيه "اللهم لا تجعل
جمعتنا جمعة غضب، ولا جمعة رحيل ولا تجعلنا من الفارين مثل زين العابدين،
ولا من الراحلين مثل حسني الحزين، وألصقنا يا رب على كراسينا بالسيكوتين،
أسترنا ولا تفضحنا بالميادين بأصوات المحتجين، عبدك رئيس الليبيين."