منتدى كلية التجارة جامعة المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى كلية التجارة جامعة المنصورة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
eagle
محاسب مبدع
محاسب مبدع
eagle


شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Ire10710
هوايتك اه ياجميل هوايتك اه ياجميل : كورة
ذكر
مشاركاتي مشاركاتي : 704

العمر : 31
انت من اين ياباشا انت من اين ياباشا : المنصورة
في الفرقة الكام في الفرقة الكام : التانيه
مكانك فين في الجامعة مكانك فين في الجامعة : تجارة
ايه النظام: ايه النظام: : زي الفل
sms : التقدم والإذدهار من سماتي الشخصية
mms : الله أكبر
النقاط 1468

شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Empty
مُساهمةموضوع: شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة   شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Icon_minitimeالأحد فبراير 20, 2011 12:31 pm

شرفه أخلاقه وكمال فضائله صلى الله تعالى عليه وسلم.

فضائل محمد صلى الله عليه و سلم ثابته قبل النبوة :
المهيأ لأشرف الأخلاق و أجمل الأفعال ، المؤهل لأعلى المنازل و أفضل الأعمال ، لأنها أصول تقود إلى ما ناسبها و وافقها ، و تنفرد مما باينها و خالفها ، و لا منزلة في العالم أعلى من النبوة التي هي سفارة بين الله تعالى و عباده تبعث على مصالح الخلق و طاعة الخلق ، فكان أفضل الخلق بها أخص ، و أكملهم بشروطها أحق بها و أمس . و لم يكن في عصر الرسول و ما دانى طرفيه من قاربه في فضله ، و لا داناه في كماله خلقاً و خلقاً وقولاً و فعلاً ، و بذلك و صفه الله تعالى في كتابه بقوله : (إنك لعلى خلق عظيم ) فإن قيل : فليست فضائله دليلاً على نبوته ، و لم يسمع بنبي احتج بها على أمته و لا عول عليها في قبول رسالته ، لأنه قد يشارك فيها حتى يأتي بمعجز يخرق العادة فيعلم المعجز أنه نبي لا بالفضل . قيل : الفضل من أماراتها ، و إن لم يكن من معجزاتها ، و لأن تكامل الفضل معوز فصار كالمعجز ، و لأن من كمال الفضل اجتناب الكذب ، و ليس من كذب في ادعاء النبوة بكامل الفضل ، فصار كمال الفضل موجباً للصدق و الصدق موجباً لقبول القول فجاز أن يكون من دلائل الرسل .
كمال خلق النبي صلى الله عليه و سلم :
فإذا وضح هذا فالكمال المعتبر في البشر يكون من أربعة أوجه : أحدها : كمال الخلق ، و الثاني : كمال الخلق ، و الثالث : فضائل الأقوال ، و الرابع : فضائل الأعمال . فأما الوجه الأول في كمال خلقه بعد اعتدال صورته فيكون بأربعة أوصاف : أحدها : السكينة الباعث على الهيبة و التعظيم ، الداعية إلى التقديم و التسليم ، و كان أعظم مهيب في النفوس حتى ارتاعت رسل كسرى من هيبته حين أتوه مع ارتياضهم بصولة الأكاسرة ، و مكاثرة الملوك الجبابرة ، فكان في نفوسهم أهيب ، و في أعينهم أعظم ، و إن لم يتعاظم بأهبة ، و لم يتطاول بسطوة ، بل كان بالتواضع موصوفاً ، و بالوطاء معروفاً . و الثاني : الطلاقة الموجبة للإخلاص و المحبة الباعثة على المصافاة و المودة ، و قد كان محبوباً ، و لقد استحكمت محبة طلاقته في النفوس حتى لم يقله مصاحب ، و لم يتباعد منه مقارب ، و كان أحب إلى أصحابه من الآباء و الأبناء و شرب البارد على الظمأ . و الثالث : حسن القبول الجالب لممائلة القلوب حتى تسرع إلى طاعته ، و تذعن بموافقته ، و قد كان قبول منظره مستولياً على القلوب ، و لذلك استحكمت مصاحبته في النفوس حتى لم ينفر منه معاند ، و لا استوحش منه مباعد إلا من ساقه الحسد إلى شقوته ، و قاده الحرمان إلى مخالفته . و الرابع : ميل النفوس إلى متابعته و انقيادها لموافقته و ثباته على شدائده و مصابرته ، فما شذ عنه معها من أخلص ، و لا ند عنه فيها من تخصص . و هذه الأربعة من دواعي السعادة ، و قوانين الرسالة ، و قد تكاملت فيه فكمل لما يوازيها و استحق ما يقتضيها .
كمال أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم :
و أما الوجه الثاني في كمال أخلاقه فيكون بست خصال : إحداهن رجاحة عقله و صحة وهمه ، و صدق فراسته ، و قد دل على وفور ذلك فيه صحة رأيه ، و صواب تدبيره ، و حسن تألفه ، و أنه ما استفعل في مكيدة ، و لا استعجز في شديدة ، بل كان يلحظ الإعجاز في المبادي فيكشف عيوبها ، و يحل خطوبها ، و هذا لا ينتظم إلا بأصدق وهم و أوضح جزم .
ثباته في الشدائد عليه السلام :
و الخصلة الثانية ثباته في الشدائد و هو مطلوب ، و صبره على البأساء و الضراء و هو مكروب و محروب ، و نفسه في اختلاف الأحوال ساكنة ، لا يجوز في شديدة ، و لا يستكين لعظيمة أو كبيرة ، و يقدر على الخلاص ، و هو بالشر لا يزداد إلا اشتداداً و صبراً ، و قد لقي بمكة من قريش ما يشيب النواصي ، و يهد الصياصي ، و هو من الضعف يصابر صبر المستعلي ، و يثبت ثبات المستولي . و روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم قال : لقد أخفت في الله و ما يخاف أحد ، و لقد أوذيت في الله و ما يؤذي أحد ، و لقد أتت علي ثلاثون من بين يوم و ليلة و مالي و لبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال . و روى عبد الرحمن بن زيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : ما شبع آل محمد من الشعير يومين حتى قبض رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم . و من صبر على هذه الشدائد في الدعاء إلى الله تعالى امتنع أن يريد به الدنيا ، و قد زويت عنه ، و ما ذاك إلا لطلب الآخرة ، و مستحيل ممن كذب في ادعائه إليها أن يستوحشها ، أو كذب على الله تعالى أن يثاب بها .
زهده في الدنيا عليه السلام :
والخصلة الثالثة زهده في الدنيا و إعراضه عنها و قناعته بالبلاغ منها فلم يمل إلى نضارتها و لم يله لحلاوتها . و روى سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : قيل لرسول الله صلى الله تعالى عليه و س لم إن شئت أعطيت خزائن الأرض ما لم يعط أحد قبلك ، و لا يعطاه أحد بعدك ، و لا ينقضك في الآخرة شيئاً . قال : اجمعوها لي في الآخرة ، فنزلت : (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ) . و روى هلال بن أبي خباب عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه دخل على رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم و هو على حصير قد أثر في جسمه ، فقال له : يا رسول الله ، لو اتخذت فراشاً أوطأ من هذا . فقال : ما لي و للدنيا ، و الذي نفسي بيده ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من النهار ثم راح و تركها . و روى حميد بن بلال بن أبي بردة قال : أخرجت إلينا عائشة رضي الله تعالى عنها كساء ملبداً و إزاراً غليظاً ، و قالت : قبض رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم في هذين . هذا و قد ملك من أقصى الحجاز إلى عذار العراق ، و من أقصى اليمن إلى شجر عمان ، و هو أزهد الناس فيما يقتني و يدخر ، و أعراضهم عما يستفاد و يحتكر ، لم يخلف عيناً و لا ديناً ، و لا حفر نهراً ، و لا شد قصراً ، و لم يورث ولده و أهله متاعاً و لا مالاً ليصرفهم عن الرغبة في الدنيا كما صرف نفسه عنها فيكونوا على مثل حاله في الزهد فيها . و روى أبو سلمة عن أبي هريرة قال : جاءت فاطمة عليها السلام الى أبي بكر رضي الله تعالى عنه تريد الميراث ، فمنعها ، فقالت : من يرثك ؟ قال : ولدي و أهلي . فقالت : فلا ترث رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بنته ؟ فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم يقول : إنا لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة فمن كان رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم يعوله فأنا عوله ، و من كان رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم ينفق عليه فأنا أنفق عليه . و حث رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم على الزهد في الدنيا و الإعراض عن التلبس بها ليكون عوناً على السلامة من تبعاتها و صرف النفوس عن شهواتها .
وروى عبد المطلب بن حاطب عن أبي موسى الأشعري : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم قال : من أحب دنياه أضر بآخرته ، فآثروا ما يبقى على ما يفنى . وروى عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : حب الدنيا رأس كل خطيئة . و روى أبو حكيم عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : احذروا الدنيا فإنها أسحر من هاروت و ماروت . وروى عمرو بن مرة عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : يا عجباً كل العجب للمصدق بدار الخلود و هو يسعى لدار الغرور .
وروى عوف عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم إنما مثل الدنيا كمثل الماشي على الماء ، هل يستطيع الذي يمشي على الماء أن لا تبتل قدماه ؟ ! و هذه الدواعي و الوصايا ما اقتدى به خلفاؤه في زهده ، و انتقلوا بالأمور من بعده . فكان أبو بكر رضوان الله عليه يتخلل عباءة له و هو خليفة فسمي : ذا الخلالين .
وكان عمر رضي الله تعالى عنه يلبس مرقعة من صوف فيها رقاع من أدم و يطوف في الأسواق على عاتقه درة يؤدب بها الناس و يمر بالنوى فيلقطه و يلقيه في منازل الناس حتى ينتفعوا به ، و يطوف وحده في الليل عساً و يتطلع غوامض الأمور تجسساً ، ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر .
و كان عثمان رضي الله تعالى عنه يقوم الليل كله يختم القرآن في ركعة ، و جاد بماله و فدى الخلق بنفسه و قال : إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ، و أشرب كما يشرب العبد . و اشترى علي رضي الله تعالى عنه و ه و خليفة قميصاً بثلاثة دراهم و قطع كمه من موضع الرسغين . و قال : الحمد لله الذي هذا من رياشه و لم يزل يأكل الخشن و يلبس الخشن ، و فرق الأموال حتى رش بيت المال و نام فيه ، و قال : يا صفراء يا بيضاء غري غيري .
و حقيق بمن كان في الدنيا بهذه الزهادة حتى اجتذب أصحابه إليها أن لا يتهم بطلبها ، و يكذب على الله تعالى في ادعاء الآخرة بها ، و يقنع في العاجل ، و قد سلب الآجر بالميسور النزر ، و رضي بالعيش الكدر . و قد روى الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم يقول في شهر رمضان : قدمي غداءك المبارك و قالت : ربما لم يكن إلا تمرتين . و روى عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس أنه بلغه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم دخل المسجد فوجد أبا بكر و عمر رضي الله تعالى عنهما ، فسألهما فقال : ما أخرجكما فقالا : أخرجنا الجوع فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : و أنا أخرجني الجوع فذهبوا إلى أبي الهيثم بن التيهان فأمر له بحنطة أو شعير عنده يعمل و قام فذبح لهم شاة ، فقال له نكب عن ذات الدر و استعذب لهم ماء علق على نخلة ، ثم أوتوا بذلك الط عام فأكلوا منه و شربوا من ذلك الماء ، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : لتسألن عن نعيم هذا اليوم ، ثم ملكوا الدنيا فرفضوها و اقتنعوا بالبلاغة فيها . تواضعه عليه السلام : و الخصلة الرابعة تواضعه للناس و هم اتباع ، و خفض جناحه لهم و هو مطاع ، يمشي في الأسواق ، و يجلس على التراب، و يمتزج بأصحابه و جلسائه ، فلا يتميز عنهم إلا بإطراقه و حيائه : فصار بالتواضع متميزاً ، و بالتذلل متعززاً . و لقد دخل عليه بعض الأعراب فارتاع من هيبته ، فقال خفف عليك فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة و هذا من شرف أخلاقه و كريم شيمه ، فهي غريزة فطر عليها ، و جبلة طبع بها ، و لم تندر فتعد ، و لم تحصر فتحد . حلمه و وقاره عليه السلام : و الخصلة الخامسة حلمه و وقاره عن طيش يهزه أو خرق يستفزه ، فقد كان أحلم في النفار من كل حليم ، و أسلم في الخصام من كل سليم ، و قد مني بجفوة الأعراب فلم يوجد منه نادرة ، و لم يحفز عليه بادرة ، و لا حليم غيره إلا ذو عسرة ، و لا وقور سواه إلا ذو هفوة ، فإن الله تعالى عصمه من نزع الهوى و طيش القدرة بهفوة أو عثرة ليكون بأمته ، رؤوفاً و على الخلق عطوفاً . قد تناولته ق ريش بكل كبيرة ، و قصدته بكل جريرة ، و هو صبور عليهم ، و معرض عنهم ، و ما تفرد بذلك سفهاؤهم دون حلمائهم ، و لا أراذلهم دون عظمائهم ، بل تمالأ عليه الجلة ، و الدون ، فكلما كانوا عليه من الأمر و ألح كان عنهم أعرض و أفصح ، حت قهر فعفا ، و قدر فغفر ، و قال لهم حين ظفر بهم عام الفتح و قد اجتمعوا إليه : ما ظنكم بي ؟ قالوا : ابن عم كريم ، فإن تعف فذاك الظن بك ، و إن تنتقم فقد أسأنا ، فقال : بل أقول كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين قال صلى الله تعالى عليه و سلم : اللهم قد أذقت أول قريش نكالاً فأذق آخرهم نوالاً .
وأتته هند بنت عتبة و قد بقرت بطن عمه حمزة ، و لاكت كبده ، فصفح عنها و أعطاها يده لبيعتها . فإن قيل : فقد ضرب رقاب بني قرييظة صبراً في يوم أحد ، و هم نحو سبعمائة فأين موضع العفو و الصفح ؟ و قد انتقم انتقام من لم يعطفه عليهم رحمة و لا داخلته لهم رقة . قيل إنما فعل ذلك في حقوق الله تعالى ، و قد كانت بني قريظة رضوا بتحكيم سعد بن معاذ عليهم ، فحكم أن من جرت عليه الموسى قتل ، و من لم تجر عليه استرق ، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سل م هذا حكم الله من فوق سبعة أرقعة ، فلم يجز أن يعفو عن حق وجب لله تعالى عليهم ، و إنما يختص عفوه بحق نفسه . حفظه عليه السلام للعهد : و الخصلة السادسة حفظه للعهد و وفاؤه بالوعد ، فإنه ما نقض لمحافظ عهداً ، و لا أخلف لمراقب وعداً ، يرى الغدر من كبار الذنوب ، و الإخلاف من مساوئ الشيم ، فيلتزم فيها الأغلظ ، و يرتكب فيهما الأصعب ، حفظاً لعهده و وفاء بوعده ، حتى يبتدئ معاهدوه بنقضه فيجعل الله تعالى له مخرجاً ، كفعل اليهود من بني قريظة و بني النضير ، و كفعل قريش بصلح الحديبية ، فجعل الله تعالى له في نكثهم الخيرة . فهذه ست خصال تكاملت في خلقه فضله الله تعالى بها على جميع خلقه . فضائل أقوال النبي عليه السلام : و أما الوجه الثالث في فضائل أقواله فمعتبر بثماني خصال : إحداهن ما أتى من الحكمة البالغة و أعطي من العلوم الجمة الباهرة ، و هو أمي من أمة أمية لم يقرأ كتاباً و لا درس علماً و لا صحب عالماً ، و لا معلماً ، فأتى بما بهر العقول ، و أذهل الفطن ، من اتقان ما أبان ، و إحكام ما أظهر ، فلم يعثر فيه بزلل في قول أو عمل ، و جعل مدار شرعه على أربعة أحاديث ، أوجز بها المراد ، و أحكم بها الاجتهاد . أحدها : قوله : إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى . و الثاني قوله : الحلال بين و الحرام بين و بين ذلك أمور مشتبهات و من يحم حول الحمى يوشك أن يقع فيه . و الثالث قوله : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه . و الرابع قوله : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . و قد شرع من تقدم من حكماء الفلاسفة سنناً حملوا الناس على التدين بها حين علموا أنه لا صلاح للعالم إلا بدين ينقادون له ، و يعملون به ، فما راق لها أثر و لا فاق لها خبر ، و هم ينبوع الحكم ، و أعيان الأمم ، و ما هذه الفطرة في الرسول إلا من صفاء جوهره و خلوص مخبره . و الخصلة الثانية حفظه لما أطلعه الله تعالى عليه من قصص الأنبياء مع الأمم و أخبار العالم في الزمن الأقدم حتى لم يعزب عنه منها قليل و لا كثير ، و هو لا يضبطها بكتاب يدرسه ، و لا يحفظها بعين تحرسه ، و ما ذاك إلا من ذهن صحيح ، و صدر فسيح ، و قلب شريح و هذه الثلاثة آلة ما استودع من الرسالة ، و حمل من أعباء النبوة ، فجدير أن يكون بها مبعوثاً ، و على القيام بها محثوثاً . و الخصلة الثالثة إحكامه لما شرع بأظهر دليل و بيانه بأوضح تعليل حتى لم يخرج منه ما يوجبه معقول ، و لا دخل فيه ما تدفعه العقول ، و لذلك قال صلى الله تعالى عليه و سلم : أوتيت جوامع الكلم و اختصرت لي الحكمة اختصاراً لأنه نبه بالقليل على الكثير ، فكف عن الإطالة و كشف عن الجهالة ، و ما تيسر ذلك إلا و هو عليه معان ، و إليه مفاد . و الخصلة الرابعة ما أمر به من محاسن الأخلاق ، و دعا إليه من مستحسن الأدب ، و حث عليه من صلة الأرحام و ندب إليه من التعطف على الضعفاء و الأيتام ، ثم ما نهى عنه من التباغض و التحاسد ، و كف عنه من التباعد ، فقال : لا تقاطعوا و لا تدابروا ولا تباغضوا و كونوا عباد الله إخواناً لتكون الفضائل فيهم أكثر ، و محاسن الأخلاق بينهم أنشر ، و مستحسن الآداب عليهم أظهر ، و تكون إلى الخير أسرع ، و من الشر أمنع ، فيتحقق فيهم قول الله تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فلزموا أوامره ، و اتقوا زواجره ، فتكامل بهم صلاح دينهم و دنياهم ، حتى عز بهم الإسلام بعد ضعفه ، و ذل بهم الشرك بعد عزه ، فصاروا أئمة أبراراً ، و قادة أخياراً . و الخصلة الخامسة وضوح جوابه إذا سئل و ظهور حجاجه إذا جودل ، لا يحصره عي ، و لا يقطعه عجز ، و لا يعارضه خصم في جدال إلا كان جوابه أوضح ، و حجاجه أرجح ، أتاه أبي بن خلف بعظم نخر من المقابر قد صار رميماً ففركه حتى صار كالرماد ، ثم قال : يا محمد ، أنت تزعم أنا و آباءنا نعود إذا صرنا هكذا ، لقد قلت قولاً عظيماً ما سمعناه من غيرك من يحيي العظام وهي رميم فأنطق الله تعالى رسوله صلى الله تعالى عليه و سلم ببرهان نبوته فقال : يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم فانصرف مبهوتاً و لم يحر جواباً ، و لما قال عليه الصلاة و السلام لا عدوى و لا طيرة قال له رجل يا رسول الله إنا نرى النقبة من الجرب في مشفر البعير فيعدو سائره قال : فمن أعدى الأول ؟ و أسكته . و الخصلة السادسة أنه محفوظ اللسان من تحريف في قول و استرسال في خبر يكون إلى الكذب منسوباً ، و للصدق مجانباً فإنه لم يزل مشهوراً بالصدق في خبره فاشياً و كثيراً حتى صار بالصدق مرقوماً ، و بالأمانة مرسوماً . و كانت قريش بأسرها تتيقن صدقه قبل الإسلام ، فجهروا بتكذيبه في استدعائهم إليه ، فمنهم من كذبه حسداً ، و منهم من كذبه عناداً ، و منهم من كذبه استبعاداً أن يكون نبياً أو رسولاً ، و لو حفظوا عليه كذبه نادرة في غير الرسال ة لجعلوها دليلاً على تكذيبه في الرسالة ، و من لزم الصدق في صغره كان له في الكبر ألزم ، و من عصم منه في حق نفسه كان في حقوق الله تعالى أعصم ، و حسبك بهذا دفعاً لجاحد ورداً لمعاند . و الخصلة السابعة تحرير كلامه في التوخي به إبان حاجته و الاقتصار منه على قدر كفايته فلا يسترسل فيه هذراً ، و لا يحجم عنه حصراً و هو فيما عدا حالتي الحاجة و الكفاية أجمل الناس صمتاً ، و أحسنهم سمتاً ، و لذلك حفظ كلامه حتى لم يختل و ظهر رونقه حتى لم يعتل ، و استعذبته الأفواه حتى بقي محفوظاً في القلوب ، مدوناً في الكتب ، فلن يسلم الإكثار من ذلل ، و لا الهذر من ملل . أكثر أعرابي عنده الكلام فقال : يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب ؟ قال شفتاي ، و أسنني فقال صلى الله تعالى عليه و سلم : إن الله يكره الانبعاق في الكلام فنضر الله و جه امرىء قصر من لسانه و اقتصر على حاجته . و الخصلة الثامنة أنه أفصح الناس لساناً و أوضحهم بياناً و أوجزهم كلاماً و أجزلهم ألفاظاً و أصحهم معاني ، لا يظهر فيه هجنة التكلف ، و لا يتخلله فيهقة التعسف ، و قال صلى الله تعالى عليه و سلم : أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون و قال : إياك و ا لتشادق و لما نزل عليه قوله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بنى مساجد قباء فحضر عبد الله بن رواحة فقال : يا رسول الله قد أفلح من بنى المساجد . قال : نعم يا ابن رواحة . قال : و لم يبت لله إلا ساجد قال : يا ابن رواحة كف عن السجع . فما أعطي شيئاً شراً من طلاقة في لسانه . من جوامع كلام النبي عليه السلام الموجز : فمن كلامه الذي لا يشاكل في إيجازه قوله صلى الله تعالى عليه و سلم : الناس بزمانهم أشبه ، و قوله ماهلك امرؤعرف قدره ، و قوله : لو تكاشفتم ما تدافنتم ، و قوله : السعيد من وعظ بغيره ، وقوله : حبك للشيء يعمي و يصم ، و قوله : العقل ألوف مألوف ، و قوله : العدة عطية ،و قوله : اللهم إني أعوذ بك من طمع يهدي إلى طبع ، و قوله : أفضل الصدقة جهد المقل ، و قوله : اليد العليا خير من اليد السفلى ، و قوله ترك الشر صدقة ، و قوله : الخير كثير و قليل فاعله ، و قوله : الناس كمعادن الذهب ، وقوله : نزلت المعونة على قدر المؤنة ، و قوله : إذاأراد الله بعبد خيراً جعل له واعظاً من نفسه ، و قوله : أدي الأمان ة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك ، و قوله : المؤمن غر كريم و الفاجر خب لئيم ، و قوله : الدنيا سجن المؤمن و بلاؤه و جنة الكافر و رخاؤه . من كلام الرسول الذي لا يشاكل فصاحة : و من كلامه الذي لا يشاكل في فصاحته قوله صلى الله تعالى عليه و سلم : إياكم و المشاورة فإنها تميت الغرة و تحيي الفرة ، و قوله : لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنماً و الصدقة مغرماً . و قوله : رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت فسلم ، و قوله : اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و نفس لا تشبع و قلب لا يخشع و عين لا تدمع ، وقوله : هل يطمع أحدكم إلا غنى مطغياً أو فقراً منسياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو الدجال فهو شر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى و أمر ، وقوله : ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات ، فأما المنجيات فخشية الله تعالى في السر و العلانية ، و الاقتصاد في الغنى والفقر ، و الحكم بالعدل في الرضا و الغضب و أما المهلكات فشح مطاع ، و هوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه ، و قوله : و تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة ، قالوا : و ما هي يا رسول الله ؟ قال إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، و إذا وعد فلا يخلف ، و إذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم ، و احفظوا فروجكم ، و كفوا أيديكم ، و قوله في بعض خطبه : إلا أن الأيام تطوى ، و الأعمار تفنى ، و الأبدان في الثرى تبلى ، و إن الليل و النهار يتراكضان تراكض البريد ، يقربان كل بعيد ، و يخلقان كل جديد ، و في ذلك عباد الله ماألهى عن الشهوات ، ورغب في الباقيات الصالحات ، و قوله في بعض خطبه و قد خاف من أصحابه فطرة : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، و كأن الحق فيها على غيرنا و جب ، و كأن الذي يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ، نبوئهم أجداثهم ، و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم ، قد نسينا كل واعظة ، و أمنا كل جائحة . طوبى لمن شغلته آخرته عن دنياه . طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس و هذا يسير من كثير و لا يأتي عليه إحصاء ، و لا يبلغه استقصاء ، وغنما ذكرنا مثالاً ليعلم أن كلامه جامع لشروط البلاغة ، و معرب عن نهج الفصاحة ، و لو مزج بغيره لتميز بأسلوبه ، و لظهر فيه آثار التنافر ، فلم يلتبس حقه من باطله ، و لبان صدقه من كذبه ، هذا و لم يكن متعاطياً للبلاغة ، و لا مخالطاً لأهلها من خطباء أو شعراء أو فصحاء ، و إنما هو من غرائز فطرته ، و بداية جبلته ، و ماذاك إلا لغاية تراد و حادثة تشاد . فإن قيل : إذا كان كلامه مخالفاً غيره لكلام غيره في البلاغة و الفصاحة حتى لم يكن فيه مساجلاً أيكون له معجزاً ؟ قيل له : لو كان هكذا و تحدى به صار معجزاً ، و لايكون مع عدم التحدي معجزاً .
فضائل أفعاله و أما الوجه الرابع في فضائل أفعاله فمختبر بثماني خصال : إحدهن حسن سيرته و صحة سياسته في دين ابتكر شرعه حتى استقر ، و تدبير أحسن وضعه حتى استمر . نقل به الأمة عن مألوف ، و صرفهم به عن معروف ، فاذعنت به النفوس طوعاً ، و انقادت خوفاً و طمعاً ، و شديد عادة منترعة إلا لمن كان مع التأييد الإلهي معاناً بحزم صائب و عزم ثاقب . و لئن كان مأمور بما شرع فهي الحجة القاهرة ، ولئن كان مجتهداً فيها فهي الآية الباهرة ، و حسبك يما استقرت قواعده على الأبد حتى انتقل عن سلف إلى خلف ، يزاد فيهم حلاوته ، و يشتد فيهم جدته ، ويرونه نظاماً لأعصار تنقلب صروفها و يختلف مألوفها ، أن يكون لمن قام به برهاناً ، و لمن ارتاب به بياناً . و الخصلة الثانية أن جمع بين رغبة من استمال و رهبة من استطاع حتى اجتمع الفريقان على نصرته ، و قاموا بحقوق دعوته ، رغباً في عاجل و آجل ، و رهباً من زائل و نازل ، لاختلاف الشيم و الطباع في الانقياد الذي لا ينتظم بأحدهما ، و يستديم إلا بهما ، فلذلك صار الدين بهما مستقراً و الصلاح بهما مستمراً . الخصلة الثالثة انه عدل فيما شرعه من الدين عن غلو النصارى في التشديد و عن تقدي ر اليهود في التقصير إلى التوسط بينهما [ وخير الأمور أوساطها ] لأنه العدل بين طرفي سرف و تقصير ، فليس لما جاوز العدل حظ من رشد ، و لانصيب من سداد ، و قد قال صلى الله تعالى عليه و سلم إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ، فشر السير الحقحقة ، و إن المنبت لا أرضاً قطع و لاظهراً أبقى . و الخصلة الرابعة أنه لم يمل بأصحابه إلى الدنيا كما رغبت اليهود و لا في رفضها كما ترهبت النصارى و أمرهم فيها بالاعتدال أن يطلبوا منها قدر الكفاية ، و يعدلوا عن احتجان و استزادة ، و قال لأصحابه خيركم من لم يترك دنياه لآخرته و لا آخرته لدنياه ، و لكن خيركم من أخذ من هذه و هذه و هذا صحيح لأن الانقطاع إلى أحدهما اختلال ، و الجمع بينهما اعتدال ، و قال صلى الله تعالى عليه و سلم : نعم المطية الدنيا فارتحلوها تبلغكم الآخرة و إنما كان كذلك لأن منها يتزود لآخرته ، و يستكثر فيها من طاعته ، و لأنه لا يخلو تاركها من أن يكون محروماً مضاعفاً ، أو مرحوماً مراعى ، و هو في الأول كل ، و في الثاني مستذل . أثني على رجل بخير عند رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم و قالوا : يا رسول الله كنا إذا ركبنا لا يزال يذك ر الله تعالى حتى ننزل ، و إذا نزلنا لا يزال يصلي حتى نرفع ، فقال فمن كان يكفيه علف بعيره و إصلاح طعامه . قالوا : كلنا ، قال : فكلكم خير منه و الخصلة الخامسة تصديه لمعالم الدين و نوازل الأحكام حتى اوضح للأمة ما كلفوه من العبادات ، و بين لهم ما يحل و ما يحرم من مباحات و محظورات ، و فصل لهم ما يجوز و يمتنع من عقود و مناكح و معاملات ، حتى احتاج اليهود في كثير من معاملاتهم و مواريثهم لشرعه ، و لم يحتج شرعه إلى شرع غيره ، ثم مهد لشرعه أصولاً تدل على الحوادث المغفلة ، و يستنبط لها الأحكام المعللة ، فأغنى عن نص بعد ارتفاعه ، و عن التباس بعد إغفاله ، ثم أمر الشاهد أن يبلغ الغائب ليعلم بإنذاره ، و يحتج بإظهاره ، فقال صلى الله تعالى عليه و سلم بلغوا عني و لا تكذبوا علي ، فرب مبلغ أوعى من سامع ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه فأحكم ما شرع من نص و تنبيه ، و عم بما أمر من حاضر و بعيد ، حتى صار لما تحمله من الشرع مؤدياً ، و لما تقلده من حقوق المة موفياً ، لئلايكون في حقوق الله زلل ، و لا في مصالح الأمة خلل ، و ذلك في برهة من زمانه لم يستوف تطاول الاستيعاب حتى أوجز و أنجز ، و ما ذاك إلا بديع معجزهم . الخصلة السادسة انتصابه لجهاد الأعداء و قد أحاطوا بجهاته و أحدقوا بجنباته ، و هو في قطب مهجور و عدد محقور ، فزاد به من قل و عز به من ذل ، و صار بإثخانه في الأعداء محذوراً ، و بالرعب منه منصوراً فجمع بين التصدي لشرع الدين حتى ظهر و انتشر ، و بين الانتصاب لجهاد العدو حتى قهر قهر و انتصر ، و الجمع بينها معوز إلا لمن أمده الله بمعونته و أيده بلطفه ، و المعوز معجز . الخصلة السابعة ماخص به من الشجاعة في حروبه و النجدة في مصابرة عدوه ، فإنه لم يشهد حرباً في فزاع إلا صابراً حتى انجلت عن ظفر أو دفاع ، و هو في موقفه لم يزل عنه هرباً ، و لاحاز فيه رغباً ، بل ثبت بقلب آمن ، و جأش ساكن ، قد ولى عنه أصحابه يوم حنين حتى بقي بإزاء جمع كثير ، و جم غفير ، في تسعة من أهل بيته و أصحابه على بغلة مسبوقة إن طلبت غير مستعدة لهرب و لاطلب ، و هو ينادي أصحابه ، و يظهر نفسه ، و يقول : إلي عباد الله أنا النبي لاكذب ، أنا ابن عبد المطلب ، فعادوا أشذاذاً و أرسالاً ، و هوازن تراه وتحجم عنه ، فما هاب حرب من كاثره ، و لا انكفأ عن مصاولة من صابره ، و قد عضده الله تعالى بأنجاد و نجاد ، فانحازو ا و صبر حتى أمده الله بنصره ، و ما لهذه الشجاعة من عديل . و لقد طرق المدينة فزع ، فانطلق الناس نحو الصوت ، فوجدوا رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم قد سبقهم إليه فتلقوه عائداً على فرس عري لأبي طلحة الأنصاري و عليه السيف فجعل يقول : يا أيها الناس لم تراعوا بل تراعوه ثم قال لأبي طلحة : إنا وجدناه بحراً و كان الفرس يبطئ ، فما سبقه فرس بعد ذلك و ما ذاك إلا عن ثقة من أن الله تعالى سينصره ، و أن دينه سيظهره تحقيقاً لقوله تعالى : ليظهره على الدين كله و تصديقاً لقول رسوله صلى الله تعالى عليه و سلم : زويت لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها و كفى بهذا قياماً بحقه و شاهداً على صدقه . الخصلة الثامنة ما منح من السخاء و الجود حتى جاد بكل موجود و آثر بكل مطلوب و محلول ، و مات و درعه مرهونة عند يهودي على آصع من شعير لطعام أهله ، و قد ملك جزيرة العرب ، و كان فيها ملوك و أقبال لهم خزائن و أموال يقتنونها زخراً و يتباهون بها فخراً و يستمتعون بها أشراً ، أو بطراً . و قد حاز ملك جميعهم ، فما اقتنى ديناراً و لا درهماً ، لا يأكل إلا الخشن و لا يلبس إلا ال خشن ، و يعطي الجزل الخطير ، و يصل الجم الغفير ، و يتجرع مرارة الإقلال و صبر على سغب الاختلال . و قد حاز غنائم هوازن ، و هي من السبي ستة آلاف رأس ، و من الإبل أربعة و عشرون ألف بعير ، و من الغنم أربعون ألف شاة ، و من الفضة أربعة آلاف أوقية ، فجاد بجميع حقه و عاد خلواً . روى أبو وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : ما ترك رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم ديناراً ، و لا درهماً ، و لا شاة ، و لا بعيراً ، و لا أوصى بشيء . و روى عمرو بن مرة عن سويد بن الحارث عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : ما يسرني أن لي أحد ذهباً أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت و عندي منه دينار إلا أن أعده لغريم . و كان صلى الله تعالى عليه و سلم إذا سئل و هو معدم وعد و لم يرد ، و انتظر ما يفتح الله . فروى حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه و سلم يسأله فقال : اجلس سيرزقك الله ، ثم جاء آخر ثم آخر فقال لهم اجلسوا فجاء رجل بأربع أواق فأعطاه إياها و قال : يا رسول الله هذه صدقة فدعا الأول فأعطاه أوقية ، ثم دعا الثاني فأعطاه أوقية ، ثم دعا الثالث فأعطاه أوقية و بقيت معه أوقية واحدة فعرض بها للقوم فما قام أحد فلما كان الليل وضعها تحت رأسه و فراشه عباؤه فجعل لا يأخذه النوم فيرجع فيصلي . فقالت له عائشة : يا رسول الله حل بك شيء قال . لا ، قالت : فجاء أمر من الله قال لا ، قالت : إنك صنعت منذ الليلة شيئاً لم تكن تفعله فأخرجها و قال : هذه التي فعلت بي ما ترين إني خشيت أن يحدث أمر من أمر الله و لم أمضها . و روى الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه و سلم أنه قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن ترك ديناً فعلي ، و من ترك مالاً فلورثته فهل مثل هذا الكرم و الجود كرماً و جوداً ! ! أم هل لمثل هذا الإعراض و الزهادة إعراضاً و زهداً ! ! هيهات ، هل يدرك شأو من هذه شذور من فضائله و يسير من محاسنه التي لا يحصى لها عدد ، و لا يدرك لها أمد ، لم تكمل في غيره فيساويه ، و لا كذب بها ضد يناويه ، و لقد جهد كل منافق و معاند ، و كل زنديق و ملحد ، أن يزري عليه قول أو فعل أو يظهر بهفوة في جدل أو هزل ، فلم يجد إليه سبيلاً ، و قد جهد جهده و جمع كيده ، فأي فضل أعظم من فضل تشاهده الحسدة و الأعداء ، فلم ي جدوا فيه مغمزاً لثالب أو قادح و لا مطعناً لجارح أو فاضح فهو كما قال الشاعر : شهد الأنام بفضله حتى العدى و الفضل ما شهدت به الأعداء و حقيق لمن بلغ في الفضائل غايتها ، و استكمل لغايات الأمور آلتها ، أن يكون لزعامة العالم مؤهلاً ، و للقيام بمصالح الخلق موكلاً ، و لا غاية بعد النبوة أن يعم به صلاح ، أو ينحسم به فساد ، فاقتضى أن يكون لها أهلاً ، و للقيام بها مؤهلاً ، و لذلك استقرت به حين بعث رسولاً ، و نهض بحقوقها حين قام به كفيلاً ، فناسبها و ناسبته ، و لم يذهل لها حين أتته ، و كل متناسبين متشاكلان و كل متشاكلين مؤتلفان ، و كل مؤتلفين متفقان ، و الاتفاق وفاق ، و هو أصل كل انتظام ، و قاعدة كل التئام ، فكان ذلك من أوضح الشواهد على صحة نبوته ، و أظهر الأمارات في صدق رسالته ، فما ينكرها بعد الوضوح إلى مفضوح . و الحمد لله الذي وفق لطاعته و هدى إلى التصديق برسالته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
major
محاسب بالثلاثة
محاسب بالثلاثة
major


شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Ire10710
هوايتك اه ياجميل هوايتك اه ياجميل : كرة القدم
ذكر
مشاركاتي مشاركاتي : 660

العمر : 32
انت من اين ياباشا انت من اين ياباشا : طلخا
في الفرقة الكام في الفرقة الكام : الثانيه
مكانك فين في الجامعة مكانك فين في الجامعة : تجارة
ايه النظام: ايه النظام: : زى ما انته عايز
mms : MAJOR
النقاط 908

شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة   شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Icon_minitimeالأحد فبراير 20, 2011 4:14 pm

موضوع حلو اوى يا محمود تسلم ايدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الباشا/طارق
محاسب يفوق الخيال
محاسب يفوق الخيال
الباشا/طارق


شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Ire10710
هوايتك اه ياجميل هوايتك اه ياجميل : الكرة والكمبيوتر بس لما النت يكون شغال
ذكر
مشاركاتي مشاركاتي : 1737

العمر : 33
انت من اين ياباشا انت من اين ياباشا : المنصورة ...الصلاحات
في الفرقة الكام في الفرقة الكام : الثالثة
مكانك فين في الجامعة مكانك فين في الجامعة : فى اى مكان جميل
ايه النظام: ايه النظام: : وانت مالك خليك فى حالك
sms : كن كالنجم الذى يقضى حياتة كلها يمد الناس بالنور دون ان ينتظر من احد ان يقول له شكرا
mms : tegaracool
النقاط 1930

شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة   شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Icon_minitimeالأحد فبراير 20, 2011 7:16 pm



موضوع رائع ... جزاك الله خيرا ... وجعله فى ميزان حسناتك


="الباشا/طارق"]quote="الباشا/طارق"]شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة 407947778[color=blue]lor=blue][b]]cالنفس تبكى على الدنيا وقد علمت ..... ان السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..... الا التى كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنة ..... وان بناها بشر خاب بانيها

flower flower sunny flower flower [/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
eagle
محاسب مبدع
محاسب مبدع
eagle


شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Ire10710
هوايتك اه ياجميل هوايتك اه ياجميل : كورة
ذكر
مشاركاتي مشاركاتي : 704

العمر : 31
انت من اين ياباشا انت من اين ياباشا : المنصورة
في الفرقة الكام في الفرقة الكام : التانيه
مكانك فين في الجامعة مكانك فين في الجامعة : تجارة
ايه النظام: ايه النظام: : زي الفل
sms : التقدم والإذدهار من سماتي الشخصية
mms : الله أكبر
النقاط 1468

شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة   شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Icon_minitimeالأحد فبراير 27, 2011 7:21 am

اللهم بارك لنا وإرحمنا من غضبك علينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد العوضى
محاسب محدش زية
محاسب محدش زية
محمد العوضى


شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Ire10710
هوايتك اه ياجميل هوايتك اه ياجميل : الكونغ فو
ذكر
مشاركاتي مشاركاتي : 984

العمر : 32
انت من اين ياباشا انت من اين ياباشا : المنصوره
في الفرقة الكام في الفرقة الكام : التالته
مكانك فين في الجامعة مكانك فين في الجامعة : فى كل مكان
ايه النظام: ايه النظام: : يهمك فى ايه
sms : الاهلى فوق الجميع
mms : tegaracool
النقاط 1505

شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة   شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Icon_minitimeالأحد فبراير 27, 2011 7:56 am

شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة Zzzzzzzzpv9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرف أخلاق الرسول وكمال فضائلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كلية التجارة جامعة المنصورة :: قسم الاقتراحات والاراشيف :: الاراشيف الموضوعات :: اراشيف منتدي الحوار العام :: القسم العام ::  -
انتقل الى: