محمد العوضى محاسب محدش زية
هوايتك اه ياجميل : الكونغ فو مشاركاتي : 984
العمر : 32 انت من اين ياباشا : المنصوره في الفرقة الكام : التالته مكانك فين في الجامعة : فى كل مكان ايه النظام: : يهمك فى ايه sms : الاهلى فوق الجميع mms : 1505
| موضوع: طـفـلـة رأت الـمـلائـكـة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 12:42 pm | |
|
بسمالله الرحمن الرحيم
إنها قصة من أروع القصص الواقعية المؤثرة ،حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة رغم صغر سنها ،وهي قصة من أعجب القصص سيرويها لكم أبوها وهو لبناني اشتغلفي السعودية فترة من الزمن .
قال: عشت في الدمام عشر سنين ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين، وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميتهاحمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنتاعمل هنا في مهنة هندسية..فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراة..كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر..ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآنبصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إنتنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترشسجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا..كنت أقول لها قومي العبي مع صديقاتك فكانت تقول: صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ونعم الصديق..ثمتواصل قراءة القرآن..
وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم..فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فنهدأ آلامهايومين..ثم تعاودها..وهكذا تكررتالحالة..ولم أعط الأمر حينها أي جدية..وشاء الله أن تفتح الشركةالتي أعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية..وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت..ولم ينقض شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتيواحمد وياسمين..ولا أستطيع وصفسعادتنا بتلك الفرصة الذهبية والسفر للعيش في أمريكا هذا البلدالعملاق الذي يحلم بالسفر إليه كل إنسان..
بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين فأخذتها إلى دكتور باطنيمتخصص..فقام بفحصها وقال: ستظهر النتائج بعدأسبوع ولا داعي للقلق ادخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي..وسرعانما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب (أورلاندو) وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين..بين الألعاب والتنزه هنا وهناك .. وبينما نحن فيمتعة المرح..رن صوت هاتفيالنقال..فوقع قلبي..لا أحد في أمريكا يعرف رقمي..عجبا أكيد الرقم خطأ .فترددت في الإجابة..وأخيرا ضغطت على زر الإجابة..
- الو..من المتحدث؟؟ - أهلا يا حضرة المهندس..معذرة على الإزعاج فأناالدكتور ستيفن..طبيب ياسمين هليمكنني لقاؤك في عيادتي غدا ؟ - وهل هناك ما يقلق في النتائج؟! - في الواقع نعم..لذا أود رؤية ياسمين..وطرح عددمن الأسئلة قبل التشخيص النهائي.. - حسنا سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك إلىاللقاء.. اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي..ولم ادر كيف أتصرف فقد بقي في برنامجالرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرجفيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا..وأخيراأخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما..وهيفرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين فوافقوا جميعا علىالعودة بشرط أن نرجع إلى أور لاند في العطلةالصيفية.. وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله: - مرحبا ياسمين كيف حالك ؟ - جيدة ولله الحمد..ولكني أحس بآلام وضعف، لا أدري مما ؟ وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة..وأخيراطأطأ رأسه وقال لي: - تفضل في الغرفةالأخرى.. وفي الحجرة انزل الدكتور على رأسيصاعقة..تمنيت عندها لو أن الأرض انشقتوبلعتني.. قال الدكتور: - منذ متى وياسمين تعاني من المرض ؟ قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئاتوتتعافى .. فقال الطبيب: ولكن مرضها لايتعافى بالمهدئات..أنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جدا..ولم يبق لها من العمر إلا ستة اشهر..وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنةمرضى السرطان في المنطقة وقد أقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل .. فلم أتمالكنفسي وانخرطت في البكاء وقلت: مسكينة..والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة..كيف ستموت وترحل عن الدنيا..وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولماعلمت أغمى عليها..وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضنأخته وقال: مستحيل أن تموت ياسمين.. فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت..يعني ماذا أموت ؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال.. فقال الطبيب: يعني سترحلين إلى الله.. فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله ؟!.. وهل هوسيئ الرحيل إلى الله ألم تعلماني يا والديبان الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا..وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها..فوقعكلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمينترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب.. - عليك الآن أنتبدأ العلاج.. فقالت: إذا كان لابد لي من الموت فلماذاالعلاج والدواء والمصاريف.. - نعم يا ياسمين..نحن الأصحاء أيضا سنموت فهليعني ذلك بان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفروالنوم وبناء مستقبل..فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي.. الطبيب: تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها..فأنتمثلا..إذا أعطتك صديقتك لعبة..هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها ؟ ياسمين - بل سأعتنيبها وأحافظ عليها.. الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازك الهضميوالعصبي والقلب والمعدة والعينينوالأذنين ، كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها منالتلف..والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائك إياهاإنما لها هدفان..الأول تخفيف آلامالمرض والثاني المحافظة قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية منالتلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت علىالأمانات التي جعلتني مسئولة عنها..هأنذهأعيدها لك إلا ما تلف من غير قصد مني.. ياسمين : إذا كانالأمر كذلك..فأنا مستعدة لأخذ العلاج حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كسرت لعبها وحاجياتها.. مضت الستة اشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة كأسرةستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة..وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدهاإشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور منالقرآن..وسألناها لماذا تحفظين القرآن ؟ قالت: علمت بان الله يحب القرآن..فأردت أنأقول له يا رب حفظت بعض سور القرآن لأنكتحب من يحفظه.. وكانت كثيرة الصلاة وقوفا..وأحيانا كثيرة تصلي على سريرها.. فسألتها عن ذلك فقالت: سمعت إن رسول الله (صلىالله عليه وسلم) يقول: ( جعلتقرة عيني في الصلاة) فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين.. وحان يوم رحيلها..وأشرق بالأنواروجهها..وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة..وأخذت تقرأسورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الفاتحة وسورة الاخلاص ثم آيةالكرسي..ثم قالت: الحمد لله العظيم الذيعلمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمينصابرين ، حمدا كثيرا أبدا..واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة.. ثم قالت: تنح يا والدي قليلا ، فإن سقف الحجرةقد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهمقادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى..
وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلتإلى الله رب العالمين
.•°°·.¸.•°®» اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنابرحمتك وأحسن خاتمتنا«®°
| |
|