الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية
وجه فضيلة الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية - رسالة تهنئة إلى جموعالمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها؛ بمناسبة حلول عيد الأضحى المباركطالبهم فيها بضرورة مراعاة حقوق الوالدين، وخاصة حقهما فى البر والصلة؛لأن الله تعالى جعل رضاه فى رضاهما، وكذلك سخطه فى سخطهما، وحتى يعودتنفيذ هذا الاستحقاق بالخير العميم على المجتمع المسلم كله، وننتقل بعدذلك إلى جهة أخرى من الإنسانية لها حقوق على الإنسان، وهى جهة صلة الأرحامالتى تعتبر الركن القوى من أركان العلاقات فى الدين الإسلامى، ومن الخلقالفاضل الذى حث عليه سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم، وعلى لسان نبيهالكريم فى غير ما آية وحديث.
موضحًا أنه من ثمرات صلة الرحم الواضحة بين المسلمين قوة المجتمع والثقةبين أفراده، حيث إن المجتمع المتواصل المتواد هو مجتمع قوى يثق فيهأفراده، ولا تأتيه الخيانة أبدًا، ويقف وقفة رجل واحد فى وجه الشر.
وأضاف أن صلة الأرحام تتم بأشكال عديدة منها الزيارة، والمعاونة وبذلالمال والمساعدة، وقضاء الحوائج، والسلام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:{بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلامِ}، وقال فضيلته: إن فى صلةالأرحام فوائد عظيمة وكثيرة من أهمها: ما أشار إليه حديث رسول الله - صلىالله عليه وسلم - : {مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِوَيُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ }.
كما عدد فقهاء الإسلام فوائد صلة الأرحام لما فيها من إدخال السرورعلى الأرحام، وزيادة المروءة بين الناس، وزيادة الأجر والثواب بعد الموت؛لأنهم يدعون له بعد موته كلما ذكروا إحسانه.
وأكد مفتى الجمهورية أن عيد الأضحى المبارك الذى يتوج فريضة الحج،كما عيد الفطر المبارك الذى يختم شهر الصوم، إن كلا العيدين جائزة من اللهلمن أدى هاتين الفريضتين حق الأداء، فهنيئًا لمن أكرمهم الله بالحج هذاالعام، وهنيئًا لهم طوافهم وسعيهم ورجمهم ووقوفهم فى عرفة راجين من اللهعودة جميع حجاج بيت الله الحرام بحج مبرور وذنب مغفور سالمين معافين إنشاء الله.
ولفت إلى أن هذه الأيام تذكرنا بصور امتثال أبى الأنبياء سيدنا إبراهيم -عليه السلام - إلى الله تعالى، وصبر ابنه سيدنا إسماعيل - عليه السلام -وتحديهما لدسائس إبليس اللعين، كما نستلهم من معاناة وصبر السيدة هاجر بينالصفا والمروة أبلغ الدروس والعبر التى ينبغى أن نستحضرها فى حياتنا لنحظىبرضوان الله ومغفرته.
وأكد مفتى الجمهورية، أن زيارة المقابر فى الأعياد والمناسبات مشروعة حيثحث النبى - صلى الله عليه وسلم - على زيارتها فقال: (كنتُ نَهَيْتُكُمعَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ).مشددًا على أنه من السُّنَّةِ أن نلتزم بالقيود والشروط دون المبالغة أوالشطط وغيرها من الأفعال التى لم ترد فى الشرع عند زيارة المقابر، وأنتكون الزيارة أساسها الدعاء، وقراءة القرآن، وأنه من الأفضل أن تخرجالصدقات فى هذا اليوم على الفقراء والمساكين الذين يستحقون الصدقة.