في يوم دخل حب التضحية على حب الصبر
وكانا يسمعان ببعضهما ولا يعرفان بعض وكان كلا ً منهما يحمل للحب الأخر شيــئـًا من الحقد ...
فبدأ حب التضحية مـادا ً يده مصافحــًا وقـال ...!!
حب التضحية: أعرفك ،،، أنا حب التضحية المحبوب ...
حب الصبر : وأنا حب الصبر المرغوب ...
حب التضحية : لكن أنت لانراك سوى في بعض الأوقات ...
حب الصبر : لا ...أنا مع الحبيب في القلب أعيش كل اللحظات ...
حب التضحية : إذا ً حدثني عنها ...؟
حب الصبر : في لحظة الشوق ,,, في لحظة الهجر ,,, في لحظة لقاهما ...
حب التضحية : لكن أنا أعظم منك بين الحبيبين ...
حب الصبر : وضح لي ذلك ...؟
حب التضحية : عند حاجة الحبيب لحبيبه ,,, وعند الصعاب يتقدمان لينقذ كلا ً منهما الآخر ,,, وعند الفراق القهري يتقدم أحدهما ليسعد حبيبـه ...
حب الصبر : لكن أنا أظمن للمحبين السعادة ...
حب التضحية : وأنا أكشف للمحبين الحقيقة ...
حب الصبر : أنا مكمني في القلب ...
حب التضحية : وأنا مكمني في كل الجسد ...
حب الصبر : من صبرني كان الله معه (( أن الله مع الصابرين ))
حب التضحية : وأنا كنت أفضل من ضحى بعمره في هجرة حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم ...
حب الصبر : ولكن أنا الأفضل وسترى ذلك ...!!
حب التضحية : وأنا المرغوب والأحب من الجميع وسترى ذلك ...!!
عندها أشتد النقاش ....
ولكن دخل ملك الحب الأكبر ومعه خادماه ...
دخل القلب ومعه الروح والجسد ,,, وبقي العقل يحرس باب المجلس ...
ملك الحب الأكبر : أسمعا ياحب التضحية وحب الصبر ...
الحب ليس كما تظنان ...!!
الحب (( كلمــة من حرفين .. تدل على قلبين .. إجتمعا في روح ٍ على جسدين ))
هذا الأحب بالأسم ...
أما الحب بالعقل ...
فهو حب الصبر على كل مايجلبه هذا الحب ...
وحب التضحية من أجل من أحب ...
وهناك حب الرعاية ,,, وحب الاهتمام بالحبيب ,,, وحب المصاحبة لمن أحب ,,, وحب تقليده ...
ولكن الحب في الأخير يكون نابعــًا من القلب الصادق بالحب ...
فلا صبر دون تضحية ولا تضحية دون صبر ...
ويوجــه هذا الحب العقل ...
فلا يسلك خطءًا ولا يفعل ممنوعــًا ...
فكل محب لابد أن يصبر ويضحي ويهتم وأن يكون مع من يحب دومــًا ...
عندهــا تعلق الخادمان الروح والجسد ببعضهما ...
لأن هذه الروح تضم روحــًا آخرى لحبيب آخر ...
وتصافحا حب الصبر وحب التضحية وتأكدا بأنهما ملازمان لبعضهمــا ....
فهــذا هو الحب الصادق ...