الشمائل المحمودية

(أخلاق عبد الله ورسوله عليه أفضل صلاة وسلام )﴿ قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 31﴾[آل عمران
(لَّقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو
ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا 21)



الأحزاب:
الحمد لله الذي هدانا للإيمان وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا
الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا
وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله .
ما أحوجنا أن نعمر قلوبنا بالإيمان خاصة فى هذه الأيام التى غفى
فيها المسلمين فاعطوا الفرصة لأعداء الدين فانتهزوها وراحوا يدلسوا
ويشوشروا على سيرة الهادى الحبيب عليه أفضل صلاة وسلام .
فتعالوا معاً
نحاول أن نقتبس من جوانب السنة العطرة والسيرة المباركة لرسولنا الكريم صلى
الله عليه وسلم ما نتعلم منه ونثبت به فؤادنا ونرد به على أعدائنا مكرهم
وتأمرهم وأفكارهم العفنة .
بداية يجب أن نفرق بين سيرة المصطفى صلى الله
عليه وسلم وسيرة الأخرون مهما على شأنهم فرسولنا صلى الله عليه وسلم ما
ينطق عن الهوى كما ورد بسورة النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى 1 مَا ضَلَّ
صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى 2 وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى 3 إِنْ هُوَ إِلاَّ
وَحْيٌ يُوحَى 4 عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى 5 )
وجاء بسورة النساء (
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ
مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا
يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا113)
رغم أن رسولنا صلى الله عليه وسلم جمع فى
ذاته الكريمة نواحي العظمة الإنسانية كلها وشمائله جمعت كل شىء إلا أنه
كان مثال الرحمة والتواضع فقد ورد بصحيح البخارى في كتاب أحاديث الأنبياء :
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول أخبرني عبيد الله بن عبد
الله عن ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر:سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا
عبده فقولوا: عبد الله ورسوله).الله الله يا رسول الله كل الأمم السابقة
واللاحقة تتعلم منك التواضع وحسن الخلق فقد حذرتنا من مجاوزة الحد في المدح
فنغلوا كما غلا غيرنا فادعوا ألوهية نبيهم (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ
تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ
وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ
إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي
السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً171) النساء وقد
أمرتنا يا رسول الله أن نصفك بما وصفك به الخالق (فقولوا: عبد الله
ورسوله) وبهذا جمعت يا معلم البشرية بين أن تكون عبد الله وصفة كونك رسوله
فتعلمنا أن لا نفرط ولا نغلو .
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ)الإسراء1، وقال تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ
يَدْعُوهُ )الجن19، وقال: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)النجم10،
وقال: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى
عَبْدِنَا)البقرة23
والعبودية لله هى أعلى المراتب اللهم أجعلنا من
عبيدك المؤمنين يا أرحم الراحمين وأجعلنا ممن يقتدون بسنة رسولك الكريم صلى
الله عليه وسلم في الأقوال والأعمال .
والرسول صلى الله عليه وسلم فى
مجال عبوديته للخالق جل شأنه قام من الليل حتى تفطرت قدماه، فيقال له: تفعل
هذا وقد غفرالله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيقول أفلا أكون عبداً
شكوراً؟) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
بأبى أنت وأمى
والدنيا كلها يا حبيبى يا رسول الله يا صحاب الوجه الأزهر والمحيا الوضاءة
فقد كنت فى أخلاقك مثال الكمال وعفة النفس وكنت دائم البشر ، ليّن الجانب،
ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق وقد أثنى عليك ربك بقوله:
﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم 4 ) القلم ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ159 ) آل عمران:159 ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ 107﴾ .
يا سادة إن سنة نبينا صلى الله
عليه وسلم خير عاصم لنا من شرور الدنيا والسنة سفينة الأمة إلى برّ الأمان .
فلنصلى جميعاً على نبينا ومعلمنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم كما أمرنا
الخالق سبحانه وتعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيم 56﴾ الأحزاب أشكركم ودمتم بخ