هوايتك اه ياجميل : Painter مكانك فين في الجامعة : dont gonowmms : 0
موضوع: التوسط والتطرف..( متميز ).. الثلاثاء فبراير 09, 2010 2:30 am
ملخص الخطبة:
1- أمة الإسلام هي أمة الوسط
2- وسطية أهل السنة والجماعة بين إفراط وتفريط أهل البدع
3- وسطية في إثبات الصفات بلا تشبيه ولا تعطيل
4- وسطية أهل السّنة بين الخوارج والمرجئة في مسألة الوعد والوعيد
5- وسطية في مسألة القدر بين القدرية والجبرية
6- وسطية في حب آل البيت بين الشيعة والناصبة
7- وسطية في الإنفاق بين الإسراف والتقتير الخطبة الأولى
أما بعد:
فيقول الله سبحانه وتعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً…الآية.
أيها الاخوة المؤمنون:
إن الله – جلت قدرته وتعالت أسماؤه – أكرمنا أمة محمد بأن جعلنا خير أمة أخرجت للناس شهداء على الناس أكرمنا بأن جعلنا وسطا أي عدلاً خياراً لا إفراط فيها ولا تفريط ولا جفاء ولا جحود ولا جمود ولا جهل ولا انحراف ولا ضلال.
أكرمنا سبحانه بأن جعلنا وسطا بين الأمم السابقة وأنبيائها، وسطاً بين نِحَل هذه الأمة، أعني أمة الدعوة، التي أخبر عنها رسول الله – - بقوله: (ستفترق أمتي على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة وهي الجماعة)
وفي رواية قيل: من هي يا رسول الله؟ قال:
(من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
فالأمة الوسط الممدوحة الناجية هي الأمة المستقيمة على شرع الله السالكة الصراط المستقيم الذي أمرنا أن نسأله أن يهدينا له في كل ركعة من ركعات صلواتنا
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
وهذا الصراط المستقيم هو دين الإسلام المحض، وهو ما عليه الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة
الفرقة الوسط الخيار الملتزمة لدين الله المتوسطة في جميع أمورها في باب الإيمان بالأنبياء،
فلم تَغْلُ كما غلت النصارى في نبيها وعلمائها باتخاذهم أرباباً من دون الله، ولم تَجْفُ
كما جفت اليهود الذين يقتلون النبيين والذين يأمرون بالقسط من الناس، وإنما آمنوا بهم وعزروهم
واتبعوهم فيما أمروا أن يتبعوهم فيه، المتوسطة في باب صفات الله وأسمائه بين أهل التعطيل الذين يلحدون في صفات الله وأسمائه ويعطلون حقائق ما وصف الله سبحانه به نفسه وما وصفه به رسوله حتى شبهوه بالعدم والأموات وبين أهل التمثيل الذين يضربون له الأمثال ويشبهونه بالمخلوقات تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
فهم – أي الفرقة الناجية – أهل السنة والجماعة وسط بين هؤلاء يصفون الله سبحانه ويسمونه بما وصف وسمى به نفسه وبما وصفه وسماه به رسوله – - من غير تحريف ولا تعطيل
ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله سبحانه:
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ،
وقوله: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ،
وقوله: فلا تضربوا لله الأمثال .
المتوسطة في باب الوعد والوعيد بين الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار ويخرجونهم بها من الإسلام كالخوارج والمعتزلة وبين المرجئة ومنهم كثير من متمسلمة اليوم الذين يقولون:
إن الإيمان مجرد التصديق فيجعلون إيمان الفساق مثل إيمان الأنبياء ومثل إيمان أبي بكر وعمر وغيرهما
من السابقين من المهاجرين والأنصار، فهم – أي الفرقة الناجية – يعتقدون أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويرجون للمحسنين من أمة محمد ويخافون على المسيئين.
المتوسطة في باب القدر فهم يعتقدون أن الله علم كل شيء وكتب كل شيء وقدره. وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن للعبد قدرة وإرادة ومشيئة لكنها تابعة لقدرة الله وإرادته ومشيئته يقول الله سبحانه:
وما تشاؤون إلا إن يشاء الله ،
ويقول الرسول: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)).
وفي أصحاب رسول الله – - بين الغلاة فيهم والجفاة في حقهم،
فلا يغلون فيهم كما غلت الروافض في أهل البيت، ولا يجفون كما جفت الروافض كذلك في حق أصحاب رسول الله،
بل يحبون الكل ويوالونهم ويترضون عليهم ويكفون عما شجر بينهم ويصلون على الآل في صلواتهم وغيرها:
((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)).
وفي باب التحليل والتحريم والتحاكم فيحرمون بطواعية ما حرمه الله ورسوله ويحلون ما أحله الله ورسوله، ولا يجوزون لكبارهم وحكامهم أن يحلوا ما حرم الله أو يحرموا ما أحله الله
أو أن يحكموا بغير ما أنزل الله كما تفعله النصارى ومن شابههم في ذلك قال تعالى:
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله…الآية.
عن عدي بن حاتم – - أنه سمع رسول الله – - يقرأ هذه الآية قال: فقلت: يارسول الله: لسنا نعبدهم. قال أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه قال: قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم.
ويشهد لهذا الحديث الآية السابقة، وقوله سبحانه في سورة الأنعام في سياق تحريم وتحليل:
وإن أطعتموهم إنكم لمشركون وفي باب العبادات فلا يتجاوزون بذلك الحد الذي شرعه رسول الله – - ولا يجفون فيما شرعه فيعلمون جانباً، فأمرهم أمر اتباع لا ابتداع، أمر اقتداء لا غلو فيه ولا جفاء.
في مجال الاقتصاد جبيا وانفاقا فلا إسراف ولا تقتير:
والذين إذا نفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً .
فلا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميم
يروى أن عبد الملك بن مروان – رحمه الله – لما زوج عمر بن عبد العزيز – - ابنته فاطمة قال له: ما نفقتك قال : الحسنة بين السيئتين.
ومما سلف ونحوه أيها الإخوة – يعلم أن الخير كل الخير في إلتزام طريقة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة
الطريقة الوسط المحفوظة المصونة من الأخطار فكلما كان الأمر أو الإنسان وسطا كان محميا محصنا من الأخطار،
وكلما كان متطرفا خارجا عن التوسط غير ملتزم لما يجعله وسطا حقا كان مهددا معرضا لتتخطفه شياطين الإنس والجن دعاة الزيغ والضلال وصدق رسول الله – - في قوله:
((وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)) رواه ابو داود.
فاتقوا الله – عباد الله – وحصنوا نفوسكم بلزوم هذه الطريقة المثلى الوسط والمتمثلة صفاتهم فيما سلف من قوله عليه الصلاة والسلام:
((من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))،
وقوله: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله))
وفي رواية: ((لا تزال هذه الأمة)).
قال الإمام أحمد – رحمه الله -: إذا لم يكونوا أهل الحديث فمن هم؟.