قصيدة قهر الأبناء

قصيدة قهر الأبناء

جئت إليكم يوماً باكي
دمعاتي صارت كلماتي
أصرخ من واقع أناتي
أشكو من مجتمعٍ حياتي
أكره أيامي ورغباتي
قلبي يصرخ أين مماتي؟
من أباءٍ من أبناءِ
فتحدثت لكم بلغاتي


من خُلُقٍ يعشقه خيالي
من قهرٍ ذاقه لليالي
عقلُ شبابٍ عندي غالي
أنصت أسمع بحثي التالي
عن شبحٍ قيد أفعالي
راح ضحيته موالي
فساحكي بالصوت العالي
عن أبائي عن أحوالي


فأباءٌ صاروا عنوان
للقهرِ في كل مكان
كلٌ من فيهم سجان
يحبسك بغرفة بأركان
أربعةٍ صارت بركان
يوضع فيها الشاب إن كان
يطمح بحياته ولهان
لتصرف حرٍ ظمأن
ولعفة رأيٍ عطشان
ولأخذ قرارٍ...قد حان
له ميعاد ألف أذان

أما الأبناء فقد هان
علي كل منهم أطنان
من تعبٍ سهرٍ قد بان
علي وجه الأهل الحيران
من دنيا تحمل مُرَّان
مُرُّ بنقود فتَّان
والمُرُّ الأخر سرحان
في عقل الشاب الكسلان
أفهمتم تفكيري الأن؟
أم أن القهر كإدمان؟
قهرٌ لهما هما الأثنان

إن كنت سأقصد بمثال
ثانوية عامة موال
حربٌ قامت بالترحال
من جيل لكل الأجيال
فلأبٍ أحلام طوال
طبٌ هندسةٌ كمجال
أما الأبن فقلبه مال
ولعقله رأي رحال
يهوي علوماً في الأعمال
فتجارة..تأتي بأموال
وطموح سارح في خيال
ظهرت درجاته في الحال
غصباً قهراً طب محال
بينه بين أبيهِ طال
وقتٌ لحوار نقال
لم يفلح قد كان سجال
دخل الشاب لطب محال
زاد الحيرة داخل بال
فشل وصل إليه نال
من أحلامٍ رمز جبال
ذلك كله مثل هلال
في قمر القهر الجوال

هل سنراها من أباء
أم تنسيق فيه بهاء
يقتل في أعين قراًّء
رحمة صارت رمز فناء
تلاميذ صاروا شهداء
مذبحةٌ عُرِفت في دعاء
أرحمنا يا رب لقاء
ما قدمنا من أداء
أمنع عنا وصول الداء
داء المحنة والأهواء


فمصحح يمسك أوراق
ويعاملها كالحلاق
يجعل من تلميذٍ فاق
رمزٌ للفشل الخفاق
هو لا يعرف شكل طِباق
لكنه يغسل أطباق
يخصم من درجات رفاق
كالسكين إذا يشتاق
لظهور الدم البراق
من شخص ٍ ذاكر أخلاق
كيف يكون بها الحلاق
تبأ ...إن كنا علي وفاق
فأسمعوا مني ما هو باق

إنسان برأس ٍ كُرَّات
طرطور قائد عصابات
عقله يملأه الترهات
يده الشلولة بالذات
تنظر إلي ماضٍ قد فات
كم منزل حطمه فتات؟
قلمٌ يمشي علي الصفحات
يتنقل ينشر درجات
لا ينظر إلي ما هو أت
من مستقبل شاب مات
في دراسة أدب الرحلات
في علوم طالت ولغات
لا يفقه فيها إثبات
إنسان برأسٌ كُرَّات

لم أقصد تعميم الكل....فهناك النرجس والفل....وهناك مُعلِم قد طل....بذكاءٍ قد بات وبات

لم أقصد كل الأباء
فهنالك سوق الأبناء
أشهرهم سبب في الداء
إدمانٌ ينشر بعطاء
إحباطٌ يقتل بغناء
في قلوب أباءوأباء
روح الدنيا والأبناء
لا ينفع فكرٌ وضياء
به عالمنا يضيء سماء
مع قهرٍ ..من دون عناء
فقصيدتي قهر الأبناء


إن كنت سأكمل فسأتي...
ببحور أجمل أبياتي...
فنصيحتي لبنين بناتي....
أحذروا قهراً صار منارة
لعدو له الف حجارة
عولمةوثقافة وأخبار
قهرٌ من عنده قد صار
في أعين لها كل دهاء

فقصيدتي قهر الأبناء

..&& التوقيع &&..
..$$ أحمد ياسين الحلو $$..