الحاجة الى الادارة:
شعر الافراد منذ بدات الحياة الانسانية بان الظروف والاحوال المحيطة بهم تفرض عليهم التعاون فيما بينهم وذلك لاشباع وتامين حاجاتهم من خلال استغلال الموارد المتاحة لهم فكان لزاما عليهم ان يحشدوا ويكتفوا جهود ثم التنسيق بينهم وتحديد دور كل منهم بغية الوصول الى ما يسعون اليه الا وهو تحقيق اهدافهم . فالادارة قديمة قدم الانسان نفسه وهى المسئولة عن تشخيص مشكلات المجتمع وتحديد طرق علاجها كما انها مسئولة عن صياغة امانية وكيفية تحقيقها.
وقد كانت من نتيجة مزاولة النشاط الادارى فى كل المجالات ان تجمعت ذخيرة من الافكار والخبرات والممارسات السليمة ساعدت على نشاة وتكوين اسس ومبادىء ونظريات فى الادارة وقد ظهر ما يطلق عليه الان(علم ادارة الاعمال)
اهمية الادارة؟
1/ لا يمكن لاى منظمة ان تكون ناجحة وتستطيع الحفاظ على هذا النجاح بدون وجود ادارة كفء وفعالة.
2/ يتوقف تحقيق الاهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى حد كبير على قدرة الادارة ومهارتها.
3/ تزود الجهود البشرية بالكفاءة والفاعلية.
4/ تقف على استعداد لمواجهة الظروف المتغيرة عن طريق التنبؤ بالاحداث المستقبلة.
5/ بواستطها يمكن تجميع وتحليل المعلومات عن الاحداث والظروف والمتغيرات التى من شانها التاثير على حياة ومستقبل المنشاة.
6/ الادارة القوية والجيدة هى التى تمكن منشاتها من البقاء والاستمرار فى النمو وتحقيق الامان الكافى لها.
العوامل التى اظهرت اهمية الادارة؟
1/التوسع فى تطبيق مبدا التخصص:حيث حولت الثورة الصناعية والتطورات المصاحبة لها المجتمع الاقتصادى من مجموعات صغيرة من الافراد الى مجموعات كبيرة وحيث ان الادارة هى المسئولة عن قيادة الجماعة فقد برزت ضرورة واهمية الادارة.
2/كبر حجم المشروعات:فقد اوجدت الصناعة الحديثة طبقتين احداهما تمثل الملاك وهم اصحاب الاعمال الاخرى تمثل العمال ولكل منها اهداف يسعون الى تحقيقها هنا تبرز اهمية الادارة ويتجلى دورها ومسئؤليتها فى التوفيق بين المصالح المتضاربة وتحقيق التصالح بينهما.
3/ظهور شركات الاموال:وبصفة خاصة الشركات المساهمة ومما لاشك فيه ان كبر حجم هذه الشركات قد جعلت المهام الادارية مفقودة ومعقدة فكان ذلك عاملا هاما فى ابراز اهمية الادارة والشعور بالحاجة الماسة اليها.
4/ازدياد التدخل والرقابة من جانب الحكومة:اذا اصبح لزاما على المدير حين يباشر مهامه ان ياخذ الحكومة كاحد الاطراف الرئيسية التى يحدد على اساسها ما يتخذه من قرارات.
5/نمو نفوذ النقابات العمالية:اذ تغيرت سياسات الادارة واساليبها تجاه العاملين فقد ازداد اهتمامها بالعنصر الانسانى فى العمل فلم تعد تنظر اليه كاحد عناصر الانتاج بل تسعى الى تكتيل الجهود وتنسيقها وضمان التعاون بينهم فى جو من العدالة والمساواة ذلك فى سبيل الحصول على النتائج المطلوبة وتحقيق الاهداف الموضوعة.
6/ملاحقة التطورات العلمية والتكنولوجية:فالادارة هى المسئولة عن كفاءة واستخدام الموارد المتاحة باختيار افضل الوسائل واكثرها فاعلية وعلى مستوى الاحداثوالظروف القومية نجد ان التطورات الاقتصادية التى يمر بها المجتمع المصرى قد ابرزت اهمية الادارة فى تنسيق وتوجيه عناصر الانتاج بما يخدم اهداف الخطط التنموية الاقتصادية والاجتماعية نحو رفع مستوى المعيشة فى بلادنا.
*والحقيقة التى يجب الاعتراف والعمل بها:ان نجاح او فشل اى جماعة على مختلف المستويات والمجالات يرجع الى نجاح وفشل ادارتها.
*ماهية الادارة؟
الادارة: هى نشاط انسانى كما انها العملية التى يمكن بواستطها تنفيذ غرض معين والاشراف عليه عن طريق جهود اشخاص اخرين.
*وفى الحقيقة فانه لايمكننا ان نتعرف على ماهية الادارة وطبيعتها الا عن طريق الوظائف التى تؤديها.
ومن التعاريف المختلفة للادارة؟
من اهمها: اولا:تتعامل كل التعاريف مع الادارة عند تطبيقها على الجماعة وليس على الفرد.
ثانيا:تشير كل التعاريف بطريقة صريحة او ضمنية الى ان الهدف ضرورى ولازم بالطبيعة للادارة.
ثالثا:توضح بعض التعاريف بطريقة صريحة ان الادارة ليست تنفيذا للاعمال بل الاعمال تنفذ بواسطة الاخرين.
[ويمكن تجميع هذه الملاحظات الثلاث معا لنقول ان:الادارة تهتم بتحديد الاهداف وتحقيقها مع جماعة من الناس وبواسطتهم ولا شك ان الادارة تتعامل مع تحقيق شىء محدد كما ان نجاح الادارة يتوقف على مدى تحقيق الاهداف السابقة تحديدها.
هل الادارة علم ام فن؟
عند دراسة الادارة كثيرا ما نواجه السؤال الاتى: هل الادارة علم له نظرياته وقوانينه ومبادئه؟ ام فن يعتمد على الموهبة الشخصية والخبرة العلمية والمهارة الفردية؟
من الممكن ان نقول ان الادارة علم وفن:فالادارة كعلم تحوى مجموعة من القوانينوالمبادىء امكن التوصل اليها عن طريق التجارب السابقة والتى تثبت بالمراجعة والتطبيق المتكرر صحتها بحيث اصبح فى الاماكن العمل على اساسها والادارة كفن تعتمد على الشخصية او على صفات معينة تتوفر فى الشخص القائم بالادارة ولكن هذه الصفات الطبيعية يجب تدعيمها وتقويتها وتنميتها بالدراسة والعلم والفن مكملان لبعضهما واذا تقدم العلم تقدم معه الفن لان الفن ما هو الا تطبيق للعلم والعلم هو حصيلة من المعرفة حول مشكلة معينة اما الفن فهو التطبيق السليم لهذه المعرفة فى سبيل معالجة المشكلة والتوصل الى نتيجة معينة.
الادارة كعلم؟
الادارة العلمية: هى التى تعتمد فى المقام الاول على الحكم الموضوعى وليس على الحكم المتاثر بعوامل شخصية او بخبرة قد تكون غير كافية لمقابلة احتياجات الظروف المعينة.
*ويرى البعض ان الادارة ليست بالعلم حسب المعنى التقليدى بسبب:
1/ان الدراسة للحصول على علم الادارة حديثة نسبيا.
2/ان العنصر البشرى على جانب كبير من الاهمية فى الادارة فالانسان ليس كالاله يمكن التحكم فيها تحكما كاملا ومن ثم لا يمكن اطلاقا ان تحدد بدقة وبشكل نهائى كيف سيتصرف تحت الظروف.
_ومن المثير حقا ان الادارة بالرغم من انها قديمة قدم الانسان نفسه الا ان علم الادارة او مجموعة المعارف المتعلقة بالادارة لم يتم تنميتها او تطبيقها او تصنيفها او ترتيبها الى المدى الذى وصلته العلوم الاخرى.
الادارة كفن؟
الفن: هو الوصول الى النتيجة المنشودة عن طريق تطبيق المهارة اى ان الفن يتعلق بتطبيق المعرفة او العلم او الخبرة فى الاداء.
وتنطوى تنمية علم الادارة على المعرفة التى تتعلق بالتطبيق الادارى ففى اى موقف معين يمكن للعلم ان يخفض مقدار الفن الادارى اللازم ولكنه لن يقضى عليه كلية ففى الادارة سيكون موجود دائما.
_ومن المواقف مثلا التى تظهر فيها الادارة كفن ان يعرف المدير متى وكيف يشجع ويؤنب كما يجب ان يعرف كيف ينفذ ما يتخذه من قرارات.
_ولغرض تبسيط المسالة يمكن القول ان العلم يعلم المرء ان يعرف بينما الفن يعلمه ان يعمل.
ملحوظة: هناك بعض الممارسين للادارة الذين يعتقدون بان الادارة ليست علما ولكنها فن ودليلهم على ذلك ان هناك الكثير من المنظمات التى كانت ولا تزال تعمل بنجاح بعيدا عن علم الادارة.
*وعلى الرغم من ذلك فانه لا يمكننا قبول مثل هذا القول لعدة اسباب وهى:
1/انه لا يمكننا عمليا الفصل بين النظرية والتطبيق بمعنى ان كل منهما مكمل للاخر فالتطبيق لابد وان يرتكز على مجموعة من القواعد او نظرية ما كما ان النظرية لابد وان تهدف الى امكان وضعها موضع التطبيق العملى.
2/ لو قامت بعض المنظمات الناجحة التى تعترف بالادارة كعلم باستخدام الاسلوب العلمى فى الادارة لكانت اكثر نجاحا مما عليه الان.
3/ان كانت هناك بعض الانحرافات او الاخطاء فى تطبيق النظرية فان ذلك لايعنى رفضها وانما يعنى ضرورة زيادة الاهتمام العلمى بها من خلال اجراء سلاسل البحوث المطلوبة لتصحيح مسارها.
4/ان القائلين بان الادارة فن فقط انما يتجاهلونالحقيقة الثابتة وهى ان هناك فارقا زمني بين المبدا العلمى وبين التطبيق العلمى له ذلك ان الوصول الى مبدا ما او نظرية ما امر يتطلب الكثير من الجهد فى البحث والتجريب وبالتالى الكثير من الوقت.
الادارة كافراد؟ سواء كانت علما او فنا او كلاهما فانها يجب ان تمارس من خلال مجموعة او مجموعات من الافراد وهذا يعنى انه فى غياب البشر فانه من الصعوبة بمكان ان لم يكن من المستحيلقبول مفهوم الادارة الا ان كان المقصود بها حبرا على ورق ومن هذه الزاوية يمكننا القول ان الادارة هى عبارة عن مجموعات الافراد التى تمارسها داخل المنظمات المختلفة.
ده المبحث الاول من الفصل الاول ولكن باقى الفصل للعلم بالشىء منقول من مذكرة...................