يبدو أن من توقع لظاهرة الفنان حسين الجسمي التوقف عند نجاح ألبوم أو
ألبومين فقط لم يكن مصيبا، لأن الجسمي أصبح واحدا من أبرز نجوم الأغنية
الخليجية إن لم يكن أفضلها في السنوات الأخيرة، والدليل نجاحاته الساحقة
على مستوى الأغنيات التي يطرحها وغالبا ما تحقق المراكز الأولى في
الصدارة، وحضوره اللافت في المهرجانات والحفلات الغنائية على المستويين
الخليجي والعربي إضافة لتسيده إحياء الحفلات الخاصة خليجيا بلا منازع،
وهذا لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة اختيارات الجسمي الموفقة وتريثه في طرح
أعماله التي يحرص أن تكون دائما في الوقت المناسب.
حسين الجسمي بات
يشكل مع الفنان راشد الماجد أكثر المطربين الخليجيين حضورا ونجاحا على
جميع المستويات، لم يهبط مستواهما طوال السنوات الأخيرة وحافظا على
تميزهما، وإن كان الجسمي قد فضل الغياب عن جمهوره أكثر من ثلاثة أعوام،
فإنه عاد أخيرا بألبومه الجديد 2010 ليثبت للجميع أنه المطرب الخليجي
الأول بجدارة، واللافت أن الجسمي دائما يبحث عن الجديد في عالم الغناء
للوصول إلى الشرائح الجماهيرية الخليجية والعربية والدليل تضمن الألبوم
الأخير ألوانا ولهجات غنائية متعددة.
ثمرة نجاح
ولا يزال حسين
الجسمي يحصد ثمرة النجاح عاما تلو الآخر خصوصا أنه لم يكمل عامه العاشر في
المجال الفني، ولقد أطلق عليه لقب «إمبراطور الأغنية الخليجية» وهو لقب
يستحقه بكل جدارة، ويأتي طرح الألبوم الجديد بعد «احترت أعبر» آخر
ألبوماته عام 2007، واحتوى الألبوم على 16 أغنية وتعاون فيه مع نخبة من
الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقيين، وما يستدعي التوقف هو خوضه تجربة
الغناء باللهجة المصرية في أغنيتي «سته الصبح» من كلمات أيمن بهجت قمر
و«أيام من حياتي» كلمات نادر عبدالله، والعملان من ألحان وليد سعد. وحققت
الأغنية الأولى نجاحا كبيرا لدى الجمهور الخليجي والعربي خصوصا بعد الدفعة
القوية التي تلقاها الجسمي عندما قدم التجربة الأولى للغناء باللهجة
المصرية في أغنية «بحبك وحشتيني» التي طرحها في الألبوم السابق، ويأتي حرص
الجسمي على التنويع في تجاربه الغنائية لإرضاء المزيد من الأذواق.
«سته الصبح»
أغنية
«سته الصبح» التي كتبها أيمن بهجت قمر من ألحان وتوزيع وليد سعد تعد من
المحطات المهمة في مشوار حسين الجسمي في الساحة الغنائية لكونها أغنية
خلطت بين انسجام الكلمة واللحن والأداء والتوزيع الموسيقي الى جانب
الإيقاع السريع الذي يتناسب والموجة السائدة في مجال الغناء، ويضاف الى
ذلك أن الجسمي أبدع في الأداء ليصل قلوب جماهيره الخليجية والعربية
المتعطشة دائما الى مثل هذه النوعية من الأغنيات، والتي تحظى بمتابعة
ملموسة، كما أن الأغنية أغنية حفلات وسهرات وهذا ما حرص عليه الجسمي في
تلك التجربة.
ويضم ألبوم حسين الجسمي 2010 «16 أغنية» هي «بحر الشوق،
وجد قلبي، راحت عليك، الموعد، التاج، الفايدة، سكرة، أيام من حياتي، سلم
عالحبيب، عن تظلموا، يوه، يا خليله، تعبت»، وشارك في كتابة وتلحين الألبوم
محمد شريف والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان وحسين الجسمي وأحمد علوي ومنير
الجزائري وسلطان بن حمد وصالح الشهري والعاني ونادر عبدالله ووليد سعد
وبورابح وعلي الخوار وسلطان مجلي وفايز السعيد وعلي عامر وإبراهيم السويدي
وسعود بن مذكر الهاجري وصالح المهدي وقدم الشاعر علي الفضلي أغنيتي
«الحريم» من كلمات الحساس و«أنت كافي» من ألحان حسين الجسمي، أما التوزيع
الموسيقي فشارك فيه وليد فايد وسيروس وعصام الشرايطي.
جائزة تميز
المتابع
للمطرب حسين الجسمي يرى أنه يحصد ثمار مشواره الناجح، ففي العام الماضي
حصل على جائزة التميز في الغناء على مستوى العالم العربي في إطار احتفالات
الأمم المتحدة في اليوم العالمي للشباب إضافة الى رصيده الحافل بالمشاركات
الخليجية والعربية والعالمية على مستوى الحفلات والمهرجانات الغنائية
المختلفة مثل «هلا فبراير» في الكويت و«صلالة» في سلطنة عمان ومهرجان
الدوحة في قطر وغيرها من المهرجانات، والمعروف أن الجسمي من مواليد إمارة
دبي في الخامس والعشرين من أغسطس عام 1979 وبرز في أحد برامج المواهب في
تلفزيون دبي وهو واحد من المطربين الذهبيين الذين تحافظ عليهم شركة
«روتانا» نظرا الى مبيعاته القياسية في أسواق الكاسيت في كل عمل غنائي
جديد.