أسئلة من قلب الثورة؟؟

أسئلة من قلب الثورة

بقلم شارل فؤاد المصرى ٢٦/ ٢/ ٢٠١١






نجحت ثورة الشباب يوم ٢٥ يناير وسقط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك الذى أعاد مصر إلى الوراء قرناً كاملاً من الزمان، حيث الأمية فى الشعب المصرى ٤٠% ونسبة مَن هم تحت خط الفقر مثلهم ونسبة الأمية بين طلبة الابتدائى والإعدادى تصل إلى ٨٠%، إضافة إلى تكوُّن طبقة من اللصوص أفسدت المجتمع... إلى آخر المصائب التى ابتلينا بها.
ولكن هناك أسئلة على هامش الثورة تشغل أذهان الناس وهى أسئلة مشروعة يحاولون تَلَمُّس إجابات عنها فى ظل ظروف صعبة وغير مستقرة وإن كان بعضها يبدو إيجابيا الآن.
السؤال الأول: مَن الذى يحاول حاليا إظهار أن مصر بها فتنة طائفية.. هل عادت الأيدى النجسة إلى العمل مرة أخرى فحرقت بيوت البهائيين فى الصعيد وقتلت كاهنا مسيحيا فى أسيوط ودفعت بمظاهرات للاحتجاج على بناء كنيسة هنا أو هناك للإيهام بأننا مقبلون على فوضى وأن ما كان موجوداً أفضل؟!
السؤال الثانى: مَن الذى يطلق النار من أسلحة ثقيلة فى سيناء وتحديدا قذائف «الآر بى جيه» ومَن الذى يملك تلك الأسلحة فى حدودنا الشرقية إذا قلت البدو، فأنا أخالفك الرأى لأن هؤلاء الناس شرفاء، ولكن ظنى أن عناصر إسرائيلية وراء تلك الأحداث حتى توحى بأن النظام البائد الذى منحها الغاز والأمان دون مقابل كان أفضل من الوضع الحالى ولم لا؟
السؤال الثالث: النائب العام حبس ومازال يصدر قرارات بالتحقيق أو الحبس أو تجميد أموال رموز النظام السابق، ولكن هناك ثلاثة أشخاص لم يأتِ ذكرهم إطلاقا وكما يقولون «لا حس ولا خبر» وهؤلاء هم زكريا عزمى، رئيس الديوان السابق، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، وفتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، كيف لم يُسأل هؤلاء حتى الآن؟!
السؤال الرابع: مَن صاحب فكرة أنه يجب أن تتم انتخابات برلمانية خلال ستة شهور.. نعم، الوضع صعب والتركة ثقيلة، ولكن أعتقد أنكم توافقوننى الرأى إذا قلت إنه إذا جرت انتخابات برلمانية فى هذه الفترة فسيعود إليكم أعضاء الحزب الوطنى الفاسد فى صورة مستقلين أو من رحم الحزب مرة أخرى، فهم الذين يملكون الثروة والقبلية والعصبية؟
السؤال الخامس: مَن صاحب فكرة أن تتم الانتخابات البرلمانية بالبطاقة الانتخابية ولا تتم مثل الانتخابات الرئاسية بالرقم القومى.. هناك مَن يساعد على إعادة جزء خطير من الوضع القديم الذى كنا عليه قبل الثورة.
السؤال السادس: مَن قال إن الرئيس القادم يجب أن يحلف اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب.. جهابذة فى القانون أفتوا بأنه يجوز أن يحلف أمام رئيس المحكمة الدستورية.. وما فائدة القسم أصلا إذا كان الرئيس السابق أقسم أمام الشعب أنه سيرعى مصالحه وها نحن الآن ضاعت مصالحنا طوال ٣٠ سنة؟!
السؤال السابع: مَن وراء الذين ينادون بإلغاء المادة الثانية من الدستور رغم أنها غير مطروحة أصلا فى التعديلات التى تقوم عليها اللجنة المكلفة من قِبَل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويحاول أن يشعل الفتنة فى المجتمع؟!
يا سادة، كلمة ثورة تعنى إنهاء الوضع القديم بكل ما فيه والإتيان بوضع جديد ووجوه جديدة وفكر جديد وتم تحقيق جزء من هذا الجديد بالفعل، ولكنه لا يمثل ٢% من مقومات أى ثورة.
أتمنى أن تسفر الأيام المقبلة عن قرارات تجلى لنا ما خفى علينا لأن ما خفى كان أعظم، عفوا كان أسوأ.
المختصر المفيد
ربنا لا تؤاخذنا على ما فعل السفهاء منا.